هدى بنت فهد المعجل
في الصيف يشتد (الحر).. في الصيف تنشط (السياحة) هربًا من (الحر)..
في الصيف يسافر إلى (الخارج) مَن أمكنه السفر إليه.. ويسافر إلى (الداخل) مَن أراد السفر إليه.. ويبقى في مكانه من لا يمكنه السفر خارجيًّا أو داخليًّا بسبب أو دون سبب..
في الصيف يشتد (الطلب) على الفنادق.. الشقق المفروشة.. صالات الأفراح.. الملاهي.. المقاهي.. المطاعم الشعبية.. ومطاعم الوجبات السريعة.. ووجبات على الماشي..!!
أكد الدكتور (محسن الألفي) أستاذ طب الأطفال بـ(جامعة عين شمس) في بحث له أن الدارسين قد توصلوا مؤخرًا إلى أن تكرار تناول الأطفال الوجبات السريعة بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومكسبات الطعم يؤثر على كيمياء المخ، ويسلبهم الإرادة؛ فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة، تمامًا مثلما تفعل (السجائر) و(عقاقير الإدمان).
فهل ستلجأ وزارات الصحة إلى مقاضاة الشركات ومطاعم الوجبات السريعة بسبب ما يتم صرفه من مبالغ طائلة في سبيل معالجة المتضررين من تلك الوجبات من أمراض تسببت بها، مثل: الأنيميا.. فقر الدم.. ارتفاع نسبة الكولسترول.. هشاشة العظام.. وربما تصل إلى الإصابة بالسرطان والسمنة التي في طريقها أن تصبح السبب الأول للوفاة في (بريطانيا) محتلة مكان التدخين؛ إذ يرى خبراء الصحة هناك أن الحكومة البريطانية تشعر بالخوف من وضع حلول لهذه المشكلة التي أوجدتها مؤسسات وشركات إنتاج الوجبات السريعة والجاهزة؛ وذلك بسبب المصالح الضخمة لهذه الشركات. فرؤوس الأموال المستثمرة في مطاعم الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ضخمة للغاية، وبسبب هذه «المصالح» يموت 30 ألف شخص بريطاني بدين في كل عام.
هل ستلجأ إلى ذلك.. وقد قالت وزارة الصحة إنها ستقاضي شركات التبغ العالمية إذا لم تدفع للوزارة والمرضى التكاليف الكاملة لعلاج الأمراض الناجمة عن التدخين..؟!!
وفي تصريح سابق قال (عبد الله البداح) مدير وحدة مكافحة التدخين في وزارة الصحة إن السعودية تنفق 3.5 مليار ريال سنويًّا على علاج المدخنين..!!
فهل سنعرف قريبًا كم تنفق الوزارة في سبيل علاج المتضررين من الوجبات السريعة بعد أن أثبت الطب شدة خطرها..!!؟
وهل ستطرح فكرة إنشاء جمعية لمكافحة الوجبات السريعة على طاولة النقاش، والأضرار لم تعد تبتعد عن أضرار التدخين.. إن لم تتفوق عليها..!!؟؟
***
الوجبات السريعة أغرت آكليها بما تمتاز به من طعم حسن، وما تحتويه من نكهات ومحسنات تدفع الفرد والأطفال نحو المسارعة إليها وكثرة طلبها.. وإن لم تضاعف تلك الشركات من وسائل العرض من خلال طرح الهدايا مع الوجبات الخاصة ووجبة الطفل.. هدايا هي أقرب أن تكون طعمًا ليس إلا..!!
ويساهم الصيف في انتعاش (سوقها)، واشتداد الطلب عليها..
صيف لا تحتمل بعض الخضراوات، خاصة الخضراوات الورقية، شدة حره؛ فتتعفن في الوجبة؛ ما يترتب على العفن تسمم متناول الوجبة..!!
نعم، في الصيف تنشط حركة المستشفيات والمراكز الصحية مع نشاط الجراثيم وعفن الأطعمة سريعة العفن وتسممها.. فأيهم سيكون له سبق الفوز في منافسة الصيف.. الفنادق.. الشقق المفروشة.. صالات الأفراح.. الملاهي.. المقاهي.. المطاعم الشعبية.. مطاعم الوجبات السريعة.. أم وجبات على الماشي..؟!!
أم مستشفيات ومراكز مكافحة التسمم في الصيف..؟!!!