عروبة المنيف
الكلمات ليست فقط عناصر للكلام أو الكتابة، إنها كذلك تؤثر في الكيفية التي تنتقل بها الطاقة من خلال الفضاء العام، فعندما نتكلم بصوت مرتفع، تتحول الكلمات إلى ذبذبات وترددات تستخدم لتوجيه الطاقة، فللكلمات طاقة قوية جداً، لذلك عندما نطلق كلماتنا فنحن نصب أفكارنا وتردداتنا في الحقل الطاقي للأرض. وعندما ندرك القوة الحقيقية للكلمات سنعرف مدى تأثيرها في طاقة الإِنسان وعلى توجيه تلك الطاقة، إن للكلمات وقعاً سحرياً.
عالم ألماني يدعى ماسارو إيموتو، قام بتجارب مذهلة تبيّن تأثير الكلمات في الطاقة، منها تجربة الماء وتجربة الأرز. ففي تجربة الماء، قام إيموتو بوضع كلمات إيجابية على قوارير مياه تحتوي على مياه نقية، مثل «أحبك» و«سلام»، وقوارير أخرى تحوي نفس المياه النقية ولكن كتب عليها كلمات سلبية مثل «أكرهك» و«خوف» ووضعهما في الفريزر، وبعد أربع وعشرين ساعة، ظهرت أشكال كرستالية هندسية جميلة سداسية الشكل لامعة على المياه المثلجة المكتوب عليها عبارات إيجابية، بينما ظهرت أشكال مشوهة ورديئة رمادية اللون على المياه المثلجة التي تعرضت لكلمات سلبية!.
تجربة أخرى قام بها إيموتو على الأرز المطبوخ، حيث وضع أرزاً مطبوخاً في قارورتين وكتب على الأولى كلمات إيجابية مثل كلمة «أحبك» أو « شكراً»، وعلى الأخرى كلمات سلبية مثل «أكرهك»، أو «أنت مجنون»، وتم إطلاق تلك الكلمات بشكل منطوق على كل قارورة يومياً لمدة شهر كامل، ماذا كانت النتيجة؟ الأرز الذي كتب عليه كلمات إيجابية وأطلقت تلك الكلمات عليه بشكل يومي بقي لونه أبيض محتفظاً بشكله، بينما الأرز الذي كتب عليه كلمات سلبية وتعرض لتلك الكلمات بشكل يومي كان قد تعفن وأصبح كتلة هلامية سوداء!.
إن الكلمات السلبية تجلب الطاقة السلبية إلى تردداتنا على المستوى المادي، ونستطيع استشعار ذلك عندما يتحدث إلينا أشخاص دائمو الشكوى!
إن ما دفعني للحديث عن قوة الكلمة وتأثيرها علينا، ذلك الإعلان الذي تبثه إحدى القنوات الفضائية في هذا الشهر الفضيل لشركة «زين»، وقد اعتدنا أن تقدم تلك الشركة المميز من إعلاناتها، لتقع في فخ اختيار الكلمات في هذا الموسم، حيث تم استخدام كلمات سلبية مثل كلمة «لنفجر» باستمرار في ذلك الإعلان، إنها كلمة تحوي طاقة سلبية بحد ذاتها، فما بالك عندما يتم ترديدها بشكل يومي من قبل أطفالنا وفي كل مكان، كيف ستكون عليه الترددات الطاقية، على الجميع وعلى الكون، إن الإعلان المعني يغني للحب والسلام، فلماذا لا تكون المفردات المستخدمة والمتكررة كلمات إيجابية كالمحبة والسلام من أجل ترددات كونية إيجابية؟. أعجبني قول أحدهم حينما قال: إن أطفالنا «يغنون» في كل لحظة كلمة «لنفجر»، تأثراً بالإعلان، ماذا عسانا أن نعمل إذا سافرنا بعد انتهاء شهر رمضان و«غنوها» في المطارات والأسواق والمسارح؟!. كيف سيتصرف من سنذهب إليهم سائحين وأولادنا يغنون التفجير؟. لنتدبر!.