عماد المديفر
«قال لي مسؤول قطري رفيع: أبلغ الإسرائيليين بأن بيننا قاسم مشترك.. فكلانا دولتان صغيرتان محاطتان بالأعداء».. هذا ما ذكره نصاً الصحفي الإسرائيلي «هنريكو زيمرمان Henrique Cymerman» في تقرير له نشرته الجريدة الإسرائيلية الأشهر آيدعوت أحرنوت ووضعته على صدر صفحتها الإلكترونية على الإنترنت «Ynet».
«زيمرمان» الذي عاد من الدوحة مؤخراً قال إن هذه هي زيارته الثامنة لقطر، إلا أنه هذه المرة جرى استضافته والاحتفاء به بشكل كبير، محفول مكفول، وفي منزل «المسؤول القطري الرفيع».
من جانبها فقد نشرت المراسلة الإسرائيلية «أورلي أزولاي كاتص» قبل أيام أيضاً، تقريراً عن جولتها في العاصمة القطرية، ولقاءها بقطريين وحديثها معهم حول الأوضاع في ظل المقاطعة العربية. يأتي هذا في الوقت الذي تأكدت فيه الأنباء عن لقاء لتميم أمير قطر بعدد من الصحفيين الإسرائيليين في شهر رمضان المبارك.
وفيما سارعت الدوحة بطلب تفعيل اتفاقيتها العسكرية مع إيران والمتعلقة بحماية الحرس الثوري لحدودها البحرية والتي جرى توقيعها في طهران عام 2015م بين قائد حرس الحدود الإيراني المدعو قاسم رضائي ومدير أمن السواحل والحدود القطرية العميد الركن علي أحمد سيف البديد، وهو ما لبَّاه الإيرانيون مباشرة؛ هرع الأتراك بدورهم إلى التنسيق مع الإيرانيين والقطريين، وتعجيل البرلمان التركي - وبتوجيه مباشر من الرئيس أردوغان - لاستصدار الموافقة على إقامة قواعد عسكرية تركية قريبة من حدودنا داخل الأراضي القطرية، ونشر قوات هناك تحت غطاء اتفاقية «تعزيز التعاون العسكري» جرى التوقيع عليها أيضاً في 2015.. والتي بموجبها صرَّح الأتراك بأنهم سيرسلون آلاف الجنود المسلحين بالعتاد الكامل ليضافوا إلى الثلاثمائة جندي تركي الموجودين حالياً في قطر، إضافة إلى عدد لم يحدد بعد من الطائرات والسفن الحربية.. وأن هذه القوات - التي لم نرها مطلقاً تساندنا في عاصفة الحزم - هي «لحماية الخليج» بزعمهم.. وأنها «ليست موجهة ضد أحد».. تماماً كما يردد نظام الملالي عند الحديث مثلاً عن تحركاته ونشاطاته العسكرية المهددة لأمن المنطقة كالتجارب الصاروخية الباليستية ومشروعه النووي.. والذي لطالما دافعت عنه كل من قطر وتركيا حصراً ودون بقية العالم في المحافل الدولية..
علاوة على استنفار التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والعصابات والجماعات الإرهابية والإجرامية المرتبطة به، وإعلامهم، حتى رأينا ملالي طهران والحوثيين وحماس وجبهة النصرة أو جبهة فتح الشام، وممن هم محسوبون على حزب الله، وغيرهم، وحسابات على تويتر عُرِفت بعدائها الشديد لدول مجلس التعاون وللمملكة خصوصاً.. رأينا هؤلاء الأراذل جميعهم يتداعون بمشهد سريالي ملفت ومثير للسخرية.. يسدون لنا «النصائح» و«المواعظ» عن «الأخوة» والحفاظ على «وحدة مجلس التعاون» و«عدم شق الصف»! وكأن قلوبهم علينا.. وهم أنفسهم أول من يستهدف دول مجلس التعاون.. ولا يتوانون عن التصريح بعدائهم لنا.
وإن كان لذلك من دلالة فهي الإشارة إلى شراكة هؤلاء جميعاً في مخطط واحد.. وأن لقطر دوراً محورياً ومهماً في هذا المخطط الخبيث، لم تنتهِ منه بعد.. وأنهم يريدون لملمة الموضوع لتستمر خططهم كما أرادوا عبر قطر تحديداً.. فبدونها سيخسرون كثيراً..
وعوداً إلى ما نقله الصحفي الإسرائيلي عن «المسؤول القطري الرفيع» الذي قال وهو يستجدي الإسرائيليين بأن قطر محاطة بالأعداء.. وإذا ما ربطنا ذلك بإدخال قطر لقوات عسكرية إيرانية وتركية ومجاميع إرهابية تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين داخل حدودها.. ووضع يدها بيد الإرهابيين.. فإن المسؤول القطري قصدنا نحن بـ«الأعداء» تحديداً.. نحن دول مجلس التعاون.. وليس إيران ولا التنظيمات الإرهابية ولا غيرها.
لا أدري إلى أي قاع من الخسة والدناءة وصلت إليها قطر بفضل ساساتهم الذين ما انفكوا يجرون بلدنا العزيز وأهلنا الكرام في قطر إلى مستنقع الغدر والخيانة.. ويسلخونهم عن أهليهم ومحيطهم وهويتهم وعقيدتهم.
إلى اللقاء.