فوزية الجار الله
منذ بضع سنوات شاهدت فيلماً أجنبياً بعنوان «اليوم التالي» الفيلم يطرح قضية هامة حول مستقبل أمريكا، من أهم أحداث الفيلم أن عاصفة ثلجية تهب على أمريكا فتقضي على معظم السكان وتصبح البلاد في حالة بؤس لا تُحسد عليها، يحاولون طلب المساعدة من هنا وهناك لكن لا أحد يستجيب إضافة إلى أن وسائل التواصل بالعالم الخارجي قد تقطعت تماماً بسبب العاصفة، في نهاية الفيلم يلقي الرئيس خطاباً إلى شعبه يتحدث فيه أنهم تجبروا كثيراً على دول العالم الأخرى وأنهم أصبحوا ينادون بعضهم بالعالم الثالث بمنتهى الترفع ولم يضعوا في أذهانهم بأنهم سيتعرضون يوماً لمثل هذه الكارثة ويصبحون في حاجة إلى مساعدة أولئك الآخرين الذين طالما أذلوهم وتعاملوا معهم بمنتهى الصلف والغرور واليوم يحصدون نتائج أفعالهم.
هذه بعض ملامح الفيلم التي تبقت في ذاكرتي، الأمر العجيب أنني عدت للبحث عن الفيلم مؤخراً عبر الانترنت فلم أجد له أثراً ولازال البحث جارياً.
منذ فترة حدثتني سيدة فاضلة وهي إحدى المهتمات بالشأن الثقافي تعمل معدة للبرامج في إحدى القنوات التلفزيونية، سألتني بضع أسئلة وتركت لي حرية الإجابة وبسبب بعض الظروف تم تأجيل اللقاء إلى أجل غير مسمى، فاللقاء بحد ذاته رغم احترامي الشديد للسيدة الكريمة وللقائمين على البرنامج لم يكن بحد ذاته مهماً لكن بدت لي أهميته في فحوى الموضوع الذي تم طرحه وقد تلخصت إجابتي بالآتي:
حين نتحدث عن المنتج الأدبي والثقافي النسائي لا نستطيع فصله بحال من الأحوال عن المشهد الثقافي والأدبي العام، فالمرأة تمثل ركناً هاماً في المجتمعات المتحضرة وهي حين تكتب تشكل خطوة هامة في تنمية وتنوير المجتمع ثقافياً وأدبياً.
الجانب الآخر من التساؤل الذي قدمته السيدة كان حول تكريم المرأة الكاتبة أو المثقفة:
قلت يوماً ليس أجمل من تكريم الكاتب الأديب لنفسه من خلال إخلاصه في عمله وتحري المصداقية دائماً في كل ما يكتب، لكن يبدو أمراً جميلاً ومبهجاً أن ينال الكاتب الأديب التكريم من مجتمعه، سيكون في ذلك حافز ودافع إيجابي له لمزيد من الإبداع، مؤكد سيبذل أقصى ما يستطيع في سبيل مزيد من العطاء.
حين سئل محمود درويش في أحد لقاءاته عن رأيه في جائزة نوبل، قال: لا أعتقد بأنني أستحقها، وهو الشاعر الكبير الغني عن التعريف.. وحين ألح عليه المذيع بالسؤال: قال: ليس لدي اهتمام بهذا الموضوع.. كثير من كتاب العالم كانوا يمرضون في كل خريف وانا لا أريد أن أمرض في الخريف.. أما لماذا الخريف؟! فلأن موعد جائزة نوبل هو شهر ديسمبر/ بينما تتم الترشيحات في شهر أكتوبر من كل عام.