سعد الدوسري
مرَّ عام على أبشع جريمة شهدها المجتمع السعودي. ففي رمضان الماضي، أقدم الداعشيان التوأم صالح وخالد البراهيم العريني، على نحر والدتهما هيلة العريني، وإصابة والدهما وأخيهما بجروح قاتلة، نجيا منها لاحقاً، بفضل الله. وكان السبب الرئيس لهذه الجريمة البشعة، محاولة الأسرة ثني التوأم البالغين من العمر 19 عاماً، من السفر لليمن، للانضمام لصفوف داعش، وتهديدهما بإبلاغ الجهات الأمنية عنهما.
لقد أسهمت هذه الجريمة النكراء، في إعادة الكثير من الأسر، التفكير في التعامل مع أبنائها، وذلك لأن هذه العائلة تعيش حياة هادئة، في حي من الأحياء المميزة، والأبناء يتلقون تعليمهم في مدارس أهلية راقية، وليس هناك ما يشير إلى وجود أية موجهات للتطرف أو التزمت أو التشدد، مما يعني أن اختراق داعش للبيوت الآمنة المطمئنة، صار ممكناً، وأن الفقر والحرمان والعنف الأسري والتشتت العائلي، لم تعد هي المصائد التي تصطاد بها داعش الشباب والشابات، بل ربما يكون الاستقرار هو ركيزة ترتكز عليه هذه القوى الظلامية، لكي تقول إنها قادرة على هدم كل مشروع عائلي متماسك.
لقد ظل المجتمع السعودي مصدوماً بمقتل السيدة هيلة العريني، وذلك لأن من قتلها ليس ابنها، الذي قد يكون مضطرباً نفسياً، بل ابنيها. أي أن الاضطراب النفسي هنا مستبعد، وأن تغليب مصلحة داعش على بر الوالدين، هو التفسير الوحيد. وسوف لن تضيع تضحية هذه الأم سدى، فسوف تظل رمزاً للتمسك بأبنائها والمحافظة عليهم من التيارات المتطرفة المجرمة. ستظل رمزاً خالداً في قلوب كل الأمهات والآباء.