محمد آل الشيخ
أثلج صدورنا معالي الأستاذ سعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي، حينما غرَّد على تويتر بتغريدة قال فيها: (سوف أوضح لكم كل المدعومين من قطر من وسائل إعلام ومنشقين والمبالغ التي دفعوها لشخصيات سعودية وكافة مؤامراتهم وأكاذيبهم في الأيَّام القادمة).. وهذا يعني أن كشف قطر على الملأ، سيتبعه كشف عملائها السعوديين، ومن يتمولون منها، ويعملون بناء على توجيهات قادتها، الذين يدعمون الإرهاب، وعملوا على تحويل بلدانهم إلى خلية لمساندة ودعم الإرهابيين إعلامياً. كشف أسماء هؤلاء، وكشف المتعاطفين معهم أيضاً، ومن يعملون تحت إمرتهم، أصبح ضرورة ملحّة، بل ومن أوجب الواجبات. وموقفٌ كهذا يعني أن الحرب على الإرهاب، وعلى الرحم التي أنتجت الحركات الإرهابية، وهم (جماعة الإخوان المسلمين)، ستكون مرحلة لاحقة للمرحلة التي نعيشها الآن، والتي لن تتوقف عند قطر. كما أن هناك أسماء سعودية تتعامل أو تعمل مع تلك الكيانات التي صُنِّفت بأنها إرهابية في البيان الأخير، يجب الاتصال بهم وتنبيههم إلى أن استمرار التعامل مع هذه الكيانات الإرهابية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، سيعرضهم للعقاب. إضافة إلى أن هناك أعضاء سعوديين في ما يسمى (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) الذي يرأسه الإرهابي ومفتي الانتحاريين «يوسف القرضاوي»، يجب تخييرهم بين الإعلان عن (التوبة) والانسحاب من هذا الكيان، أو محاكمتهم بتهمة الانشقاق، ومساندة الإرهاب نظرياً، بعد أن تم تصنيف رئيس هذا الكيان إرهابياً، ومن بين هؤلاء سعوديان هما «سلمان العودة» و»خالد العجيمي». كما أن هناك أسماء كثيرة ينفون إذا ما سألتهم أنهم إخوانيون، بينما كل (خطبهم)، وأطروحاتهم، وأدبياتهم، بل وتغريداتهم في تويتر، تدعم هذه الجماعة الإرهابية.
كما أنني في هذا المقال، أهيب بدولة الكويت الشقيقة، وبأميرها السياسي المخضرم الشيخ صباح، بأن يمارس كل ما من شأنه تقليم أظافر هذه الجماعة الإرهابية، ومحاصرة أعضائها الكويتيين، وبالتالي محاصرة الإرهاب، ولا سيما أن أعضاء هذه الجماعة يمارسون الدعوة إلى أيديولوجيتهم الإرهابية بكل حرية ودونما رقيب أو حسيب؛ ولقد كان واضحاً هبَّتهم لمناصرة قطر والاصطفاف معها والذب عن ممارسات أميرها ووالده الإرهابية، عند مقاطعة الدول الخليجية الثلاث لقطر، وعلى مرأى ومسمع من حكومة الكويت!.. والغريب أن جماعة الإخوان الأم في مصر، حيث مهد هذه الجماعة، كانت قد وقفت مع صدام حسين حينما غزا الكويت، غير أنهم نسوا، أو تناسوا كل ذلك، وساندوا من يدعون إلى تذويب (الجزء) وضمه إلى الكل (دولة الخلافة)، وإلغائه من الوجود.
إننا نعيش اليوم في الخليج مرحلة جديدة، عنوانها لا للتأسلم السياسي المفضي للإرهاب، وهذا الصراع هو صراع لا هوادة فيه، يتوقف عليه، وعلى نتائجه، أن نكون أو لا نكون. ولأولئك المتأسلمين، سعوديين وخليجيين، الذين حنوا الآن رؤوسهم للعاصفة، وأظهروا الاستكانة لها، على اعتبار أنها مجرد عاصفة وتمر، لأولئك أقول: إن ما يجري اليوم هو تصحيح مسار، وتقويم اعوجاج، لا رجعة عنه، بعد أن ذقنا من ظاهرة العنف والإرهاب ما ذقنا من الدماء والفتن والاضطرابات؛ أي أن انتظار عودة ما تسمونها الصحوة القميئة المشؤومة، ضرب من ضروب الأحلام، والتفكير الرغبوي.
ولأهل قطر عامة، ولأسرة آل ثاني خاصة، أقول: إنكم أول المستفيدين من عودة الابن الضال، أميركم ووالده لأهله وذويه، وترك تبذير ثرواتكم على أحلام وطموحات مريضة، لا ناقة لكم فيها ولا جمل.
إلى اللقاء