د. ناهد باشطح
فاصلة:
((تغيير السرير لا يشفي الحمّى))
- حكمة انجليزية -
حسبما نشرت جريدة عكاظ في عددها الصادر في 25 يناير2017م، فإن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى قد هاجم من أسماهم (الصحافيين غير المحترفين) في منتدى الإعلام صديق الطفولة الذي نظمته اللجنة الوطنية للطفولة.
ولست ألوم الوزير على هجومه فهو غير ملم بواقع الصحافة في بلادنا أو أعداد الصحافيين المحترفين إن كان لدينا ما يسمى احتراف الصحافة.
ثم إن الوزير مهتم بالإعلام، وهذا ما نشرته جريدة الرياض في عددها الصادر 10 يونيو 2017م إذ يقول الخبر: أن الوزير شارك في الجلسة الختامية لورشة نفذتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام «بين التعليم والإعلام :نحو ميثاق أخلاقي للمارسة الإعلامية».
لكني أتساءل عن هذا الوعي بأهمية الإعلام وعلاقته بمؤسسات الدولة إذا كان موجوداً لدى جميع الوزارات؟
والسؤال المهم هل أقسام أو إدارات الإعلام في الوزارات لدينا يشغلها إعلاميون متخصصون أم موظفون عملوا طويلا في التواصل مع وسائل الإعلام وكتابة الأخبار؟ وإن وجد المتخصصون ماهي نسبتهم؟
بدءا فاحتراف الصحافة يعني أن يكون الإنسان حاصلاً على تأهيل علمي يزوده بالمعارف المتخصصة وهو يعرف أخلاقيات مهنته ملتزم بحدود المهنة منتمٍ لجمعيات مهنية يحدّث بها مهاراته المهنية.
إذا وجد لدينا عدد جيد من الصحافيين بهذا الوصف يمكننا أن نتحدث عن صحافة احترافية في مجتمعنا.
لكن الحال يمكن أن يكون أفضل لو آمنت مؤسسات الدولة بهيئة الصحافيين السعوديين وبهيئات الإعلام التي ولدت مؤخرا مع الإعلام الجديد وانتشرت واستقلت عن هيئة الصحافيين السعوديين فمن المناخ الصحي إعلاميا أن تتعدد الجمعيات المهنية الإعلامية نحو تعزيز المهنية في مجال الإعلام.
وإن كان سيبويه مات وفي نفسه شيء من حتى، فلعلي أموت وفي نفسي شيء من مهنة لم تستطع منذ عقود عدة أن تجعل لمنسوبيها المكانة التي تجعلهم، حينما يتحدثون يؤمن المتلقي أنهم يرتكزون على العلم والمعرفة وليست الموهبة وحدها.