جاسر عبدالعزيز الجاسر
توفير أماكن آمنة لقادة الإرهاب وموجهي الفتن، وتحويل دولة قطر إلى محاضن لجماعة الإرهاب وتقديم الدعم المالي والإعلامي والسياسي لتلك الجماعات جلب لأهل قطر معاداة ونفور أهلهم منهم، فأهل الخليج العربي الذي يعرفون أن أهل قطر منهم ولا يمكن أن يقبلوا أن يكونوا عوناً وأداة ضد أهلهم في الخليج العربي من الكويت إلى مسقط وصولاً لليمن.
الآن، أهل قطر صدموا بالواقع وبما كشف من حقائق جعلت منهم يخجلون من أفعال جماعة الأربعة التي يقودها حمد بن خليفة، والذي كانت له نوايا غير طيبة ضد أهل الخليج العربي، وبالأخص المملكة العربية السعودية منذ أن كان ولياً للعهد لأبيه خليفة بن حمد الذي تعرض للغدر والخيانة منه أثناء وجوده خارج قطر.
وقد شاهدت بنفسي واقعة اعتقدت أنها عادية وإجراء أمني، ففي أثناء مباريات دورة الخليج العربية التي كانت تقام في الدوحة، وقد تزامن بدء مباريات الدورة مع زيارة الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى الدوحة وفي يوم الزيارة جرت مباراة كان المنتخب السعودي طرفاً فيها، وفي المباريات التي يخوضها المنتخب السعودي يتضاعف عدد الجمهور السعودي مما يحدث تدافعاً وبعض الانفلات، وهو ما حصل في تلك المباراة، وكان حمد بن خليفة في ذلك الوقت ولياً للعهد ووزيراً للدفاع يحضر المباراة بملابسه العسكرية، وكان يرتدي زياً عسكرياً برتبة لواء، وعندما حصل التدافع توجه إلى المدرج الذي يتواجد فيه الجمهور السعودي وأمر الجنود والشرطة بضرب الجمهور والتصرف معهم بقسوة وإيذاء موجهاً عبارة نابية وقاسية للجمهور السعودي، رغم أن الملك خالد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- يزور الدوحة في الوقت نفسه.
من يومها، عرف السعوديون مدى حقد هذا الشخص والذي كشف عنه لصديقه معمر القذافي وشريكه في الحقد على السعودية، والآن يذهب في غيه وحقده إلى أبعد مدى ويورط أهل قطر في مصيبة أخرى، بل مصائب متعددة فالاستعانة بالأتراك والحرس الإيراني لحمايته وابنه من باقي أسرة آل ثاني والشعب القطري، مصيبة كبيرة تفقد قطر الكثير من سيادتها الوطنية، وتثلم استقلالها، فالأتراك سيقيمون قاعدة عسكرية، والإيرانيون ستكون لهم قاعدة عسكرية، ولكن داخل القصر الأميري القطري؛ لأن مهامهم محدودة في حماية الأمير ووالده ووالدته، أما الضلع الرابع من جماعة الحكم حمد بن جاسم فله حراسة من الجهة التي ترعى وتحرص على سلامته من عناصر الموساد والذين يرافقونه في حله وترحاله، سواء في الدوحة أو لندن.
وهكذا، جمع حكام قطر الأربعة كل الإخوة الأعداء في مكان واحد؛ الأمريكيين والإيرانيين والإسرائيليين والأتراك وأركبوهم في زورق واحد مع الإخوان المسلمين وحماس وداعش والقاعدة والنصرة وحزب الله اللبناني والبحريني والحشد الشيعي العراقي.
مثل هذا الزورق الذي فيه كل هؤلاء الإخوة الأعداء لابد أن يغرق ويغرق معه كل ما يحتضن ركابه.