رجاء العتيبي
يبدو أن الانطباع العام عن المسلسلات المحلية والخليجية لهذا العام أقل بكثير من المتوقع، ثمة عدم رضى وثمة نقد فني يقدمه المشاهد عقب كل حلقة يشاهدها، وكثيرا ما نرى هذا النقد أو النقاش عبر قروبات الواتس أب أو الجلسات الودية بين الأصدقاء أو حتى في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي.
الواضح في معظم المسلسلات انخفاض مستوى الإنتاج بصورة أثر على العمل ككل، غاب معها الخدمات الإنتاجية التي تدعم العمل فنيا، في حين نرى كثيرا من مواقع التصوير يكون جاهزا لسرعة التنفيذ، وإنهاء العمل بتكلفة أقل، وجهد أقل وأدوات فنية أقل.
مازال المنتجون يعتمدون على ذات الأفكار المستقاة من الشارع ونقلها للشاشة كما هي، لذلك جاءت الأعمال هي ذاتها من دون أي تغيير، خالية من أي وهج، من دون إثارة، من دون دهشة. وعلى القناة - أي قناة - أن تعيد استراتيجية الاختيار وبمعايير دقيقة، لأنك لن تحصل على نتائج جديدة طالما أنك تسير بنفس الاستراتيجية القديمة.
الحلقات الأولى للمسلسلات التي عرضت في أكثر من قناة محلية وخليجية تنبئك للوهلة الأولى أنه ليس بها جديد سوى تغيير الموضوعات أو بعض الممثلين، كل مسلسل حاول أن يحافظ على نفسه شكلا ومضمونا حتى الأسماء نفسها على مستوى البطولة والتمثيل والتأليف، والإخراج.
هناك مسلسلات جديدة، ولكنها لم تخرج عن الإطار العام للمسلسلات السعودية والخليجية، مازالوا يلعبون على الموضوعات الساخنة والراهنة للمواطن رغبة في كسب تعاطفه، كالإرهاب والمشكلات العائلية المكرورة.
من جانب آخر تأخر التعميدات هي أهم نقطة (حرجة) تعصف بالمستوى الفني للأعمال الفنية, وهي مشكلة عامة لدى كل القنوات تقريبا, ورغم تكرارها إلا أنها ما زالت حاضرة في كل عام, الأمر الذي نعذر معه مؤسسات الإنتاج في تقديم أعمال (مهزوزة) بسبب ضيق الوقت وقلة الميزانية, فلا نتوقع عمل محكم ومكتمل لمسلسل يتم تنفيذه خلال شهر, وحقه ست شهور من العمل المتواصل.
وفي تقديري أن كل عائق يمكن إيجاد حل له بما في ذلك ضعف النصوص التي يشهد بها الكل، إذا ما تم الاستعداد له مبكرا سواء من القناة المنتجة أو من المؤسسات المنفذة، على النحو الآتي: 3 شهور استعداد القناة للعمل الفني شاملا وضع المعايير وفتح الترشيح للجميع، وست شهور للتنفيذ عبر جدول زمني ينفذ عمليا وليس مجرد حبر على ورق.
مثل هذه الانطباعات نعيدها ونكررها كل عام، لأن الأفكار تتكرر، والمسلسلات تشبه بعض، الأمر الذي يجعلنا نعيد (إنتاج ذاتنا) بصورة تدعو للعجب, وبعد انتهاء رمضان ينشغل الكثير في أعمال أخرى جديدة, فتضيع منهم فرصة (مراجعة) ما تم عمله لتلافيه مستقبلا, ولكن شيئا من ذلك لا يحصل, وتستمر الحياة.