رقية سليمان الهويريني
إنّ العمل الدؤوب الذي تقوم به الحملات الإغاثية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا تشعرنا كمواطنين بالغبطة، كون بلادنا تساهم بإغاثة الأشقاء السوريين النازحين واللاجئين، وتمدهم بالمساعدات المتنوعة في الداخل السوري ودول الجوار؛ شعوراً منها والتزاماً بمدّ يد العون لهم نتيجة الظروف الصعبة والمأساوية التي يمرون بها.
ولمن لا يعلم؛ فإنّ الحملة وصلت للمحطة الثامنة والثلاثين بعد تنفيذها عدة محطات متتالية في معبرَي باب الهوى وباب السلامة، ومنطقتَي الريحانية وأنطاكيا التركية وفي الأردن ولبنان، ووزعت خلالها آلاف الوجبات الغذائية ضمن برنامجها الموسمي «ولك مثل أجره» لإفطار الصائمين، والمستهدف الأشقاء السوريون في تركيا والداخل السوري للسنة الخامسة.
ومن المبهج أن يشارك وطنك باسمك في حملات مباركة، كونه يسعى من خلال هذا المشروع إلى تأمين كل عائلة سورية نازحة أو لاجئة بحصتها الكافية من المواد الغذائية، بطريقة نظامية بالتعاون مع الحكومة التركية والمنظمات العاملة لديها، حيث يجري العمل الخيري وفق خطط دقيقة ويتم التوزيع بانتظام لتغطية معظم المناطق التركية والمناطق الحدودية للداخل السوري بوجبات إفطار الصائم طيلة أيام الشهر الفضيل.
والجميل أن المملكة ورغم التحديات والظروف السياسية المعقدة، لم تنسَ دورها الإنساني بالمساهمة بتقديم شتى أنواع المساعدات الإغاثية من أغذية وأدوية وإيواء واستقبال الجرحى وعلاجهم، وإنشاء وتجهيز مخيمات لهم، وتوزيع مساعدات شاملة بشكل عاجل، إنفاذاً لتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين، التي تولي اهتماماً كبيراً لرعاية الأشقاء السوريين اللاجئين والنازحين وتلبية متطلباتهم المعيشية خلال الأزمة الإنسانية التي يمرون بها، هذا عدا استقبال ملايين اللاجئين في بلدنا، انطلاقاً من اضطلاع المملكة بدورها الإنساني ورسالتها العالمية القائمة على الشريعة الإسلامية، التي توجب إغاثة الملهوف والحفاظ على حياة الإنسان وكرامته وصحته.
اللهم احفظ قيادة المملكة وشعبها، وارفع عن الشعوب المستضعفة ويلات الحروب ليعم السلام العالم أجمع.