يوسف بن محمد العتيق
يظن البعض أن حب الوطن والعمل له إنما هو سلوك يدخل ضمن العمل الجماعي فقط ، فحب الوطن يكون ضمن عمل مؤسساتي أو ضمن فريق تطوعي ، وهذا تصور في غير محله ، بل حب الوطن في بدايته سلوك فردي ثم يتطور إلى عمل جماعي ضمن أفراد المجتمع كافة.
وفي تراثنا نصوص كثيرة بل عشرات الكتب تتحدث عن هذا الموضوع المهم في تكوين شخصية أي إنسان .
وهنا سؤال يفهم منه الجواب: إذا كان حب الوطن محل اهتمام الجميع وقداسة الكثير ، فما بالك إذا كان هذا الوطن مهوى أفئدة المسلمين في كل مكان وفيه أقدس البقاع عند المسلمين؟
ألا يجعل ذلك حبه عادة وعبادة وفطرة وسلوكاً مستقيماً؟!
وعوداً إلى التراث ، فقد ألف أحد العلماء في نهاية القرن الثالث وبداية الرابع ، كتاباً مهماً ، وقد طبع عدة طبعات، بعنوان (الحنين إلى الأوطان) وحفل بالنصوص في هذا المجال، مبيناً أهمية هذا المجال وأن القرون المتقدمة على كثرة الموضوعات المطروحة لديهم وكثرة المؤلفات، لم يغفلوا هذا الموضوع من الكتابة والتأليف .
وأخيراً لا ننسى جميعاً أن حب الوطن، كما أنه يتجلى في وقت الرخاء لدى الكثير من الناس، فيجب أن يكون هذا التجلي أكثر عند الأزمات والفتن لا سمح الله.
فالوقوف مع الوطن ولمّ الشمل وتوحّد الصفوف تحت رأي وراية ولي الأمر، هو أسمى معاني حب الوطن.