عبدالله العجلان
في الوقت الذي كان فيه الإعلام السعودي حريصاً على عزل الشعب القطري عن مخططات وتجاوزات حكومته، وقبل ذلك كان موقف حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عبر بيان وزارة الخارجية مشدداً على أن السعودية ستظل سنداً للشعب القطري الشقيق وداعمة لأمنه واستقراره، أقول في هذا الوقت رأينا الإعلام القطري لم يقتصر على تدليس وتبرير تصرفات وسياسات حكومته التآمرية ضد أمن واستقرار المملكة، وإنما تطاول على الإنسان السعودي ووصفه بالإرهابي، بل وصل تماديهم إلى الرياضة وإلى نجوم الكرة السعودية ونشر صورهم تحت عناوين تقول إنهم (بلا قيم) بسبب دفاعهم عن وطنهم..!
أتذكر في دورة الخليج قبل الأخيرة التي أقيمت في البحرين أنّ أحد محرري الصحف الرياضية السعودية، وصف لاعبي المنتخب القطري المجنسين بـ(المرتزقة)، فما الذي حدث من الإعلام السعودي الرياضي وغير الرياضي، ومن وزارة الإعلام، ومن الجمهور السعودي عموماً؟ الكل دافع عن المنتخب القطري ووقف بصوت واحد مندداً بما نشر، ومعلناً عن سخطه وتذمره من هذه اللغة الفجة غير المألوفة منا كسعوديين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما أصدر وقتها معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة قراراً بمعاقبة المحرر..
ندرك جيداً أنّ ما ينشر في الإعلام القطري وكذلك من خلال حسابات الكثير من المحسوبين عليه ضد المواطن السعودي، لا يمثل وجهة نظر واحترام وعلاقة المواطن القطري بشقيقه السعودي، بقدر ما يجسّد حجم التخبط الذي يعاني منه هذا الإعلام بعد فضائح السياسة المتهورة وغير المتزنة لحكومته، ولو لم يكن كذلك لما أعلن الحرب على نجوم الكرة السعودية والإساءة لهم، رغم المواقف الإيجابية والمساهمات الداعمة من النجوم السعوديين للكرة القطرية وبرامجها ومناسباتها، وفي مقدمتها وأبرزها استضافتها لمونديال 2022م..
أستراليا وأعباء بطولاتنا!
خسر منتخبنا مباراته المهمة أمام أستراليا فوضع نفسه في دوامة الحسابات المعقدة حينما يلتقي الإمارات واليابان، وكذلك ما سوف تسفر عنه نتائج المنتخبات الأخرى، الخسارة لم تكن النتيجة العادلة للمباراة قياساً بالمستوى المتدني الذي كان عليه الأسترالي ، وكان يستحق قياساً بمجريات اللقاء العودة من هناك على الأقل بنقطة واحدة تكفي لاستمرار فارق التفوق بالنقاط الثلاث عن المنتخب الأسترالي..
الأكيد أن منتخبنا خسر المباراة بأخطائه الفردية، وخسر قبلها بسوء إعداده وتحضيره بالشكل الذي يليق بأهمية المباراة، وبكونها مصيرية حاسمة لبطاقة التأهل لمونديال روسيا 2018 م، إضافة إلى أن الكثير من نجوم الأخضر شاركوا في المباراة وهم في قمة الإرهاق والتعب، بعد مشوار طويل شاق ومزعج سواء على صعيد المنافسات المحلية أو الخارجية ( أبطال آسيا) وتحديداً لاعبي الهلال والأهلي الذين يمثلون 80% من التشكيلة الرئيسية، وهنا أشير إلى موضوع أتمنى أن يأخذه اتحاد الكرة بعين الاعتبار، وسبق أن نوهت عنه وحذرت من تأثيره السلبي على الكرة السعودية غير مرة، وأقصد بذلك، البطولات المحلية وضرورة إعادة النظر في تعدادها، بعد أن أصبحت تشكل عبئاً إدارياً وفنياً ومالياً ونفسياً وبدنياً على الأندية، وبخاصة المنافسة منها على البطولات المحلية والآسيوية، حيث الملل والأعياء وكثرة الإصابات وهو ما ظهر بجلاء في لقاء أستراليا وقبل ذلك في مواجهات الفرق في ختام الموسم ودور الـ16 في دوري أبطال آسيا..
قلتها كثيراً من قبل وأكررها اليوم : لماذا لا تكون بطولاتنا مثلما كانت عليه في عز أمجادنا الكروية فقط دوري وكأس، حيث كانت دوري وكأس ملك، ثم دوري باسم خادم الحرمين وكأس ولي العهد؟ لماذا لا نكون مثل معظم دول العالم بطولة دوري وكأس وبطولة سوبر بين بطلي الدوري والكأس من مباراة واحدة؟ لماذا لا نكتفي بالدوري وكأس الملك وتكون بطولة السوبر على كأس سمو ولي العهد؟.