«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
ذهلت وأنا أقرأ الأسماء التي وردت في البيان المشترك الذي أعلنت فيه الممكة ومصر والإمارات والبحرين وفي ضوء التزامها بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادره إلخ. حيث اتفقت الدول الأربع على تصنيف (59) فرداً و(12) كيانا في قوائم الإرهاب المحظورة لدي دولة قطر والتي سيتم تحديثها تباعا والإعلان عنها.. والذهول هنا يتعاظم ويتضاعف كونه وليد احتضان دولة شقيقة لهذا العدد الكبير من عناصر الإرهاب أو من يساهمون بتمويله مباشرة أو غير مباشرة. والتاريخ وبما فيه من حقائق يكشف لنا دائما عن حقائق ومعلومات كنا نجهلها. وياما في الجراب ياحاوي كما يقال. والحقيقة كما هو معروف أشبه بالشمس إذا حاولت أن تحجب عينيك عنها فحرارتها تصل إليك حتى ولو كنت خلف حائط ما. وكم هو مؤسف حد الألم أن يكتشف الجميع ومن خلال البيان المشترك أن قطر باتت خطراً لا على جيرانها فحسب وإنما على المجتمع الدولي كونها باتت ومن خلال الحقائق والدلائل راعية للإرهاب.. هكذا إذن هي. من ينطبق عليه مقولة (اللاعب على الحبلين). فهي تصرح وتعلن وتتحدث عن جهودها الحثيثة في مكافحة ومحاربة الإرهاب. وهي في ذات الوقت تحتضنه وترعى قيادييه في أراضيها. مما أثار حفيظة هذه الدول التي كانت ولفترة طويلة تتردد أن تعلن ما لديها من مخزون حزين من المعلومات التي تؤكد وقوف قطر خلف ما يحدث هنا وهناك.. خصوصا وهي اكتوت كثيرا بالإرهاب. وبحكم أن الإرهاب عادة ما يكون نتاجاً خارجياً وفعلاً شيطانياً فهو مثل السحر مصيره ينقلب على الساحر. وبحكم هذا الإرهاب لا أخلاق له فهو قد يكون وليد أنامل شقيق ما وبالتالي الذين يرعونه الآن سيأتي اليوم الذي سيحرقهم فيه. مثل ذلك الإرهابي الذي أعد متفجرة خبيثة وانفجرت فيه. وهذا ماحصل هذه الأيام لقطر. فلقد باتت تعاني من تبعات وتداعيات ما فعلته وذلك بقطع العلاقات بينها ومجموعة من الدول الخليجية وعلى الأخص جيرانها ودول أخرى بهدف أن تعود قطر إلى رحاب الأشقاء كما كانت في الماضي جزءاً فاعلاً وهاماً في المنظومة الخليجية. ما كان ليحدث هذا لو أن قطر سارعت بنبذ الإرهاب وبصورة حقيقية لا إعلامية وكما هو معاش لم تعطِ القيادة القطرية اهتماما بما قيل ويقال عنها.. فها هو الرئيس الامريكي وفي مؤتمر صحفي يوم الجمعة بالبيت الأبيض مع الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس يقول: لا يمكن لأي بلد متحضر أن يقبل بهذا العنف أو يسمح لهذا الفكر الخبيث أن ينتشر على شواطئه كما أار إلى أن: قطر كانت تمول الإرهاب ولمدة طويلة وحان الوقت لدعوتها من أجل إنهاء تمويلها للإرهاب.. وكما أشار إلى ذلك البيان المشترك الذي طالب بوقف تمويل جماعات ترتكب أعمالا إرهابية كما طلب من قطر أن تكون من بين الدول المسؤولة وبذل المزيد بسرعة لمكافحة الإرهاب. وماذا بعد الإجراءات التي اتخذت مؤخرا حول قطع العلاقات بيننا وبين الشقيقة قطر. لنجعل أمامنا أمالاً كبيرة وتفاؤلاً أكبر في أن تعود قطر إلى بيتها الكبير. حيث لا يصح إلا الصحيح ونحن على ثقة في أن قطر سوف تنحاز للحكمة والرأي الرشيد.. لمصلحة شعبها الأبي. والشعوب الخليجية والعربية وليعود «صقرها» الشهير إلى وكره. ولنفرح بعد ذلك مع الدوحة والوكره.