فهد بن جليد
ارتفاع أسعار الدخان يتوقع أن يكون له ردة فعل إيجابية عند المُدخنين العقلاء، بالتوقف والإقلاع أو على الأقل التقليل من عدد السجائر في اليوم - إذا ما استثنينا - ردود الفعل غير المُتزنة نفسياً عند بعض المُدخنين الذي سيُصرون على التعلق أكثر بالسجائر رغم المُتغيرات والمُستجدات الاقتصادية الجديدة، التي ستخلق حتماً الكثير من القناعات الذاتية النابعة من المُدخنين أنفسهم دون مُمارسة أي ضغوط أو وصاية من أحد.
أخي المُدخن الطيب: أعلم أنَّ شعار المضار الصحية والنصائح المُرتبطة بهذا الملف لم تعد مُقنعة بالنسبة لك رغم أهميتها، إمَّا بسبب الأساليب المُتكررة والمُتشابهة، أو لرفضك الاستجابة لمثل هذا النوع من النصائح المُباشرة، التي تعتقد أنَّها انتقاد روتيني، أشبه بالوصمة المُزعجة التي تُطاردك في كل مكان، عزيزي هذه الأيام تدخل الكُلفة المالية الجديدة للسيجارة الواحدة على الخط، ونتوقع هنا أن عدداً كبيراً من المُدخنين ستتشكل لديهم قناعات جديدة، وسيتخذون القرار المُناسب من تلقاء أنفسهم في الوقت المناسب، ودون وصاية من أحد كما قلنا سابقاً, إمَّا بتوديع السيجارة للأبد أو التقليل منها عن قناعة تامة، لأن ضررها هذه المرة لم يعد صحياً فقط، بل طال الجيوب أكثر مما مضى وبشكل مُباشر، وربما تسبب الإصرار على التدخين - رغم سعره المُرتفع - في نقص الاحتياجات الشخصية أو الأسرية للمُدخن، وقد تتحول المسألة إلى الأنانية وحب الذات على حساب من نحبهم من حولنا وفي حياتنا، تخيل أن قيمة بكيت الدخان الواحد، سيكون أغلى من قيمة علبة حليب لطفل رضيع تكفيه 5 أيام ليكبر وينمو، أو يبقى على قيد الحياة على الأقل في بعض البلدان الفقيرة، وكما يقال العاقل خصيم نفسه، فلا تجعل من حولك ينظر لك بمنظار الأنانية.
أخي المُدخن العاقل: المُتغيرات الاقتصادية الجديدة هي أفضل وقت للتوقف عن التدخين، وستمنحك فرصة رائعة للاقتناع باتخاذ هذا القرار، الذي يشاركك فيه عدد كبير جداً من الأشخاص في الخليج العربي، وفي الدول التي طبقت الضريبة الانتقائية على السجائر، عندما انحازوا للحكمة والعقل، وغلبوا مصلحة أسرهم وأطفالهم على مزاجهم الخاص، قرارك الشجاع هذا يؤكد مدى إنسانيتك وحبك لمن هم حولك من الأهل والأصدقاء، الذين سيقدرون لك حتماً هذه الخطوة الهامة التي اتخذتها من تلقاء نفسك وبقناعة تامة.
تكلفة الدخان الجديدة شهرياً ستكون على حساب مُتطلبات حياتية أخرى، مهما كان دخل المُدخن كافياً, فالمسألة ليست مُرتبطة بالغنى والفقر، بقدر ماهي مُرتبطة بالقناعات الشخصية، والأنانيون وحدهم سيُصِّرون على الاستمرار.
وعلى دروب الخير نلتقي.