عبد الله باخشوين
عندما جاءت الشيخة موزة المسند حرم الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر السابق للرياض عام 2014.. مع الوزير حمد جبر آل ثاني.. لدراسة إمكانية الاستفادة من تجربة التعليم في المملكة.. أجرى معها الزميل المرحوم الاستاذ تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض السابق حواراً.. تطرقت فيه لرغبة دولة قطر في تطوير مسار التعليم وفتح آفاق جديدة بالاستفادة من تجربة المملكة.. وكوادرها وخبراتها.
وللحق فإنَّ قطر قبل ((قناة الجزيرة)) حاولت أن ((تلعب)) دوراً ثقافياً مميزاً عبر مجلة ((الدوحة)) التي أسندت رئاسة تحريرها للناقد رجاء النقاش، وجلبت للعمل تحت مظلتها خبراء إعلاميين ((B.B.C)) أمثال الروائي السوداني الكبير المرحوم الطيب صالح صاحب الرواية الشهيرة ((بندر شاه))، لكنها فشلت في انتزاع مكان ثقافي أو إعلامي.. إلى ان قام الوزير حمد بن جبر.. بصياغة ((هندسته)) الإعلامية الجديدة من خلال ((قناة الجزيرة)) التي تأكد منذ البداية أن دولة إسرائيل ضالعة في رسم سياستها التي تقوم على فتح أبواب ((الحوار)) بين الجهات أو الجبهات أو الآراء المتصادمة.. وأبرز وجهات النظر الإسرائيلية كنوع من أنواع ((الرأي الآخر)).. الذي أرادت أن تجعل منه ((أمراً واقعاً)) في عقل الملتقى العربي ونجحت إلى حد كبير.
غير أن العالم تغير.. وزالت ((قطبية)) الصراع فلم تعد هناك شيوعية ولا ثورية ولا ماركسية ولا قومية عربية.. ولا آراء مضادة أو جديدة.. سوى أطروحات وآراء رجل الإخوان يوسف القرضاوي.. الذي خصصت له القناة برنامجاً أسبوعياً.. مدعوماً بدعاية يومية لعدة مرات عن مواعيد ((بثه)).
تغير العالم وبقيت قناة ((الجزيرة)) أو قناة ((بنما)).. دون أن يكلف أحد نفسه البحث في الأسباب الكامنة وراء تسمية القناة بمثل هذا الاسم العريض وهي تدس سمومها من بلد بمثل حجم قطر.
لكني للحق لا أدري لم ذكرني كل هذا بطريقة إلقاء الشاعرة المجيدة خديجة العمري لإحدى قصائدها في إحدى مهرجانات الشعر.. فقد كانت تضرب بيدها على ((المنبر)) قرب ((الميكرفون)) فيحدث صوتاً مزعجاً تضيع معه كلمات القصيدة دون قصد منها طبعاً.. لكن ربما كنوع من الحماس لمضمون القصيدة.
غير أني في النهاية لا أدري ما هي مسوغات حشر الـ ((رياضة)) في كل هذا.. وما هي الأسس التي في ضوئها تم اختيار قطر لتنظيم كأس العالم.. فخارج ((دورة الخليج)) لا يوجد لها أي إنجاز كروي.. وعلى مستوى التنظيم لا يوجد لها تاريخ.. إلا في صعود تميم بن حمد على ظهر الخيل لإشعال شعلة البدء في الدورة الآسيوية.