د.عبدالعزيز الجار الله
التاريخ السياسي للدول لا يستبعد الفرضيات وقراءة ما وراء الواقع؛ لأن الأحداث التاريخية تدحض القراءات النادرة والغريبة، ومن تلك ما قيل قبل أحداث قطر مايو 2017م أن لقطر أطماعًا في السعودية، وأن الدول الصغيرة هي أكثر رغبة في تفكيك وتقسيم الدول الكبيرة، لكن ما كشف من وثائق وأوراق وتسجيلات صوتية وهاتفية وتلفزيونية، وسلوك قطر السياسي والإعلامي خلال الـ(20) سنة الماضية، يؤكد نوايا ودور قطر في العمل والتخطيط على زعزعة الاستقرار في بلادنا السعودية والبلاد العربية.
في قراءة مفتوحة على الأوضاع الحالية التي تعيشها الدول التي تجاور الخليج، والملاصقة لبلادنا، ملمح واضح لغايات قطر، وهي على النحو الآتي:
اليمن تحدنا من الجنوب والجنوب الغربي، وطول الحدود مع اليمن 1327 كيلومترًا. فاليمن كانت قبل عاصفة الحزم بعاصمتها ومدنها مختطفة من الحوثيين الموالين لإيران، أي أن إيران تحاصرنا من الجنوب والجنوب الغربي.
العراق تحدنا من الشمال والشمال الشرقي بطول حدودي 812 كيلومترًا. والعراق حاليًا دولة وسيادة محتلة من إيران. بغداد العراق هي وصنعاء اليمن ودمشق سوريا وبيروت لبنان أعلنت إيران أنها تحت احتلال طهران.
قطر تحدنا من الشرق، وطول خط الحدود بين البلدين نحو 86 كيلومترًا. وقطر منذ عام 1995م وهي تحت الهيمنة السياسية الإيرانية، وإن كانت من أعضاء مجلس التعاون الخليجي. وكشفت الأحداث الأخيرة أن الدوحة تدور في فلك ودائرة إيران، وتعلنه الدوحة مؤخرًا ولا تشعر بالحرج.
ولنا حدود برية مع: الأردن، الكويت، الإمارات وسلطنة عمان. أيضًا لنا حدود بحرية تجاور ومقابلة مع: البحرين، قطر، إيران، السودان، اليمن، الكويت، الأردن، الإمارات، مصر وإريتريا.
هذا الطوق الحديدي الحاقد والشعوبي والطائفي تحاصرنا به إيران، هي من الشرق تقابلنا بطول الساحل الشرقي للخليج العربي، واليمن جنوب وجنوب غرب بقيادة الحوثي وعلي صالح، والعراق من الشمال والشمال الشرقي بقيادة السلطة العراقية الحاقدة والحشد الشعبي والتطرف الشيعي، أيضًا استغلال الحرب الأهلية في سوريا وقربها من حدودنا مع الأردن، شجعت قطر على يابسة السعودية لتكون رأس الحربة لإيران شرقًا، وتعمل على الضغط على السعودية بجماعات الإخوان المسلمين وحزب الله اللبناني والخليجي وجماعات داعش والقاعدة والجماعة المتطرفة في العوامية بالقطيف بالضغط عبر المال والتخطيط والحماية والإيواء، وتعتقد قطر أن هذا أنسب الأوقات واللحظات لتقسيم السعودية واقتطاع الأراضي.