رمضان جريدي العنزي
لا وظيفة لمنابر الشيطان في قطر سوى التصريحات الملفقة السوداء، واختراع الأكاذيب، منابر بهت، تمتهن بحرفية تامة قلب الحقائق، تمارس كل موبقات الغدر والجحود والخيانة، تجيد نسج الأخبار الكاذبة، وتطرحها بطريقة فضة غامضة وصادمة، تحاول أن تجعل من الحديقة الخضراء أرضا ميتة، ومن الرخام الثمين مجرد أتربة، غرباناً تحاول أن تكون حماماَ، وقروداً تحاول أن تكون غزلاناً، انشغلت بالتوافه من الأمور، وتنساق إلى صغائر الأشياء، الألوان عندهم تختلط، والخطوط تتشابك، والمواقف تتبدل، لا العهود عندهم عهود، ولا المواثيق مواثيق، ولا الأمانات عندهم أمانات، يعشقون المستنقع والحضيض، والظلمة والظلام، والحفرة والهاوية، عقارب قارصة، وثعابين لاسعة، وجمال حاقدة، وثعالب خادعة، أسرجوا علينا العداوة والبغضاء، يريدون أن يأخذوا منا القمح والكوز والأريكة والنخلة والسنبلة، أرخوا علينا حبائل البهت، ولغة الزيف، وأناشيد الدم، وأغاني النار، واستهاموا علينا في الدهاليز المظلمة، غووا واستغووا وتاهوا ومارسوا علينا الضلالة والحماقة والخنوع، مصابون بالحقد والسواد، مجانيين في الصحو والممات واللهاث، وجرعاتهم بذلك عالية، كلما حاولوا أن يخرجوا من شرنقاتهم الموبوءة تخرج معهم وباءاتهم اللعينة، يحاولون أن يجيدوا بخيالاتهم المريضة التعبير في واقعهم البغيض، يسبحون في فضاء مشبع بالقتامة والرماد، لهم ضجيج وصخب وأنفلات، لهم قلق وترقب ونز ونزق، أقلامهم مكسورة، وأصواتهم مبحوحة، ومنابرهم صابها العطب، مرتزقة جاؤوا لقطر لنهب مال قطر، والإساءة لقطر، أجناس غير متجانسة، ومكوناتهم غير جمالية، لا عندهم قيم، ولا بهاء، ويبحثون عن الخلود والمال والأسطورة، وما عرفوا بأنهم سيكونون ذات يوم قريب قرابين لأفعالهم المشينة، منابر الشيطان في قطر صارت ضد الحياة والناس والتمدن والسلام والعطاء والألفة والإخاء والرخاء والترابط، من منابرهم السوداء يشحذون علينا السيوف، فما أقبحهم، وأقبح أصواتهم، ورموزهم وشعارات وأهدافهم البغيضة، وكلاء الشيطان في أرض الله، رسل خراب، يعملون تحت جنح الظلام، يتسللون إلى الدول العامرة بالسلام لكي يوقظوهم بفزع قصداً وعمداً وتخويفاً، إن الله يعدنا وعد الحق، وهم يوعدوننا وعد الباطل..
نسخة طبق الأصل من الشيطان الرجيم وأعوانه، يحاولون جر الإنسان إلى الانحراف والسير نحو المجهول، الشيطان له طريقته وأسلوبة في الوسوسة والإيحاء واستدراج الناس والتغرير بهم، وهؤلاء الذين يعتلون المنابر السوداء في قطر لهم نفس الأسلوب الشيطاني والطريقة والإيحاء، جوقة متباينة تؤدي أوركسترا بغيضة، ويبقى الشيطان حليفهم ومصدر علمهم ومنبع تفكيرهم، بل أنهم يتفوقون عليه كذباَ وزيفاَ وإرجافاَ وتأليباَ وبهتاناَ، نعم أن جميعهم أشرار وأرجوازات، وأصدقاء للشيطان واليورو والدولار، وألعوبة في يد الأعداء لزعزعة المنطقة، وإعادة رسم الصورة، لقد أفقنا من نومنا الطويل، فما عاد تضليلهم مسموحاَ عندنا، وما عاد كلامهم عندنا مجرد كلام، فقد ميزنا الأبرار الأطهار من الفساق الفجار، وخلاصة الكلام فلا توبة لهؤلاء معنا ولا أمان، وعليه فليس لنا معهم تلويحة ولا سلام.