سليمان الجعيلان
(بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية أحب أن أعترف بأنني وبكل صراحة أمرُّ بأصعب لحظة في حياتي لم يسبق أن مرت بي من قبل، ولا أعتقد أنني سأواجه أصعب منها مستقبلاً، وهي لحظة إعلاني مفارقة الكيان الأزرق العظيم حتى ولو كانت لمدة موسم واحد، ولكن مجرد التفكير في هذا الأمر أرهقني كثيراً.
وقد أخذ التفكير والنقاش بيني وبين سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس مجلس الإدارة فترة ليست بالبسيطة، ولكن مثلما قال سموه ربما يكون في الأمر إزعاجاً للجماهير الهلالية، ولكن أحياناً يجب اتخاذ بعض القرارات التي تصب في مصلحة الطرفين الهلال الكيان واللاعب..).
هذه الجزئية هي من رسالة طويلة عاطفية ومنطقية بعثها لاعب فريق الهلال ياسر القحطاني إلى جمهور نادي الهلال في رمضان من عام (1432هـ)، بعد ان حسم أمر انتقاله إلى نادي العين الإماراتي على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، في محاولة من ياسر القحطاني ومساعدة من إدارة نادي الهلال ليتحرر ياسر من الضغوطات الجماهيرية والإعلامية التي حاصرته وكبلته، وحتى يتجاوز تلك الفترة العصيبة في حياته الكروية ولكي يستعيد ياسر نجوميته الهجومية وحاسته التهديفية، وهذا ما تحدث به رئيس نادي الهلال آنذاك الأمير عبد الرحمن بن مساعد صراحة، إِذْ غرد (الأهم ألا يخرج أحد ويقول إننا أبعدنا ياسر القحطاني قسراً، لأن ذلك غير صحيح ولكن إعارته للعين لتغيير الأجواء والعودة مجدداً بصوره أفضل). وقد غادر ياسر القحطاني بالفعل أروقة نادي الهلال وخاض تجربة احترافية مع فريق العين ولكن ثم ماذا؟!.. لا شيء يذكر فقد عاد ياسر للهلال في الموسم الذي تلاه كما رحل.. عاد ياسر وهو كما هو.. ياسر المشتت ذهنياً والمبعثر فكرياً.. ياسر غير القادر على استعادة نفسه فنياً.. ياسر العاجز عن تقديم الإضافة الفنية لفريقه.. ياسر الهارب من واقعه والرافض المحافظة على تاريخه والذي يريد ان يأخذ زمانه وزمان غيره.. ياسر الذي كان يُلقب ياسر الكاسر وتحول إلى ياسر المنكسر وما زال يكابر.. ياسر المستسلم للجلوس على دكة البدلاء منتظراً إشراكه في الدقائق الأخيرة من المباريات مجاملة لتاريخه ومستثمراً للغة العاطفية لبعض الجماهير الهلالية التي ترافقه!!.
الآن وقد مضى (6) سنوات على رسالة ياسر القحطاني لجمهور نادي الهلال ولم يتغير أداء ياسر الفني ولم يتطور عطاؤه الكروي داخل المستطيل الأخضر، ألا يعتقد ياسر أنه بحاجة ماسة إلى إعادة حساباته وانه آن الأوان لكتابة رسالة أخرى مشابهة لرسالته الواقعية والمنطقية تلك، لا أقول على طريقة تبرير الانتقال بل بإعلان قرار الاعتزال لرفع الحرج الإداري والفني عن إدارة ناديه ومدرب فريقه، ولاسيما ان ياسر باتت نجوميته خارج المستطيل وتحديداً في مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الحوارية؟!.
صحيح قرار الاعتزال هو قرار صعب في حياة اللاعب ولكن بنفس الوقت هو قرار لا بُدَّ ان يتخذه اللاعب يوما ما لينهي به مسيرته الكروية، والفرق بين اللاعب الواقعي واللاعب الفوضوي هو اختيار التوقيت المناسب الذي يخرج فيه من الباب الكبير ويترك المستطيل الأخضر وهو ما زال مطلبا جماهيريا وإعلاميا، ولا ينتظر إلى ان يستمع لنداءات المطالبة باعتزاله، وهذا ما يفترض على ياسر القحطاني ان يفهمه ويدركه بأن ما بين إعلان الاعتزال وبين تأجيل القرار والاستمرار هي لحظة حاسمة لمسيرة ناجحة قد تحافظ بها على كل ما جمعت وقد تخسر بسببها كل ما حصدت وحققت!!.
نقاط سريعة
- خسارة منتخبنا السعودي أمام المنتخب الأسترالي المتمرس في البطولات القارية والدولية هي خسارة طبيعية ومتوقعة، والأهم ألا تتحول إلى أزمة نفسية أو مشكلة معنوية عند لاعبي منتخبنا الوطني في بقية المباريات بسبب الضغوطات التي سوف تمارس عليهم!!.
- نجاح تعامل إدارة نادي الهلال مع مزايدات إدارة نادي الظفرة الإماراتي في موضوع التعاقد مع اللاعب السوري عمر خريبين هو امتداد واستمرار لنجاحات إدارة الأمير نواف بن سعد.
- بعد ان حسم الجهاز الفني في فريق الهلال أمر مشاركة فريق الهلال في البطولة العربية بالفريق الأولمبي، السؤال الذي اطرحه على الهلاليين ما هي الفائدة الفنية المرجوة من مشاركة فريق الهلال في البطولة العربية غير تشويه سمعة الهلال إذا خسر بنتائج كبيرة من أندية عربية عريقة؟!.
- إذا صحت الأنباء حول تعليق عقوبة منع نادي النصر من تسجيل لاعبين محترفين وتأجيلها إلى الفترة الشتوية، فهذه مجاملة واضحة وفاضحة لنادي النصر وبداية لسقوط مركز التحكيم الرياضي في وحل المجاملات والاستثناءات!!.