الجزيرة - الرياضة:
العبث القطري المزمن والمريب وممارسة دور التخريب والتشويه وكل أصناف السلوكيات المشينة التي تُمارس منذ زمن لا يقتصر على مجالي السياسة أو الدين فقط وإنما امتدت تلك السلوكيات القبيحة وغير المعقولة أو المقبولة إلى الرياضة التي كان من المفروض أن تكون حمامة سلام ورسالة محبة ووئام وعاثت عن طريق مال شعبها فيها فساداً وشوّهت كل ما هو جميل في المنافسات الرياضية الشريفة أو كل ما يسمى بانتخابات حرة ونزيهة وسط آلية ممنهجة شعارها الدفع لضمان رفع الأيدي لصالحها والتصويت لها في أي اجتماع مهما علا شأنه أو صغر وعلى كل المستويات وكافة الأصعدة فكان أن تبوأ العديد من القطريين مناصب قارية ودولية دون وجه حق ودون كفاءة مستحقة ودون إمكانات واضحة أو تاريخ مشرّف فإمكاناتهم الوحيدة فقط المال الذي اشتروا به الذمم وكسبوا به معظم الأصوات غير المستحقة إطلاقاً للفوز والكسب ولعل ما تعرض له اتحاد كرة القدم الدولي السابق (الفيفا) من اعتقالات وإيقافات ومحاكمات كان نتيجة المال القطري السائب الذي خطفوا به شرف تنظيم كأس العالم 2022م من أمريكا المؤهلة بملاعبها وبنيتها التحتية التي سارعت إلى كشف الفضيحة التي هزت رياضة العالم وشوهت أكبر هيئة رياضية في الكون تشرف على كرة القدم، حيث أصدرت المحاكم الأمريكية قرارات باعتقال عدد من أعضاء (الفيفا) نتيجة الفضيحة الكبرى المتمثلة في فوز دولة صغيرة بتنظيم بطولة عالمية كبرى، والذي ما كان ليتحقق لولا المال الذي دفع بطريقة مشبوهة لأصحاب الحل والربط والاختيار في الاتحاد الدولي لكرة القدم!
وغير هذا فإن التواجد القطري المكثف في معظم المناصب القارية والدولية وفوزهم بمركز الرئيس أو نائبه أو عضوية مجلس الإدارة في الاتحادات الخارجية إنما تم الحصول عليه بالمال بطريقة مفضوحة، حيث تضع الحكومة القطرية تحت تصرف ممثليها الملايين من الدولارات لشراء تلك المناصب، بل إن الأمر يتجاوز إلى شراء أصوات بعض أعضاء الدول المشاركة والطلب منهم عدم تَرشيح المندوب السعودي أو الإماراتي أو البحريني للفوز بأي منصب وذلك بتوجيه من شخصيات رياضية نافذة في الأسرة القطرية الحاكمة أو من رأس الهرم نفسه الشيخ تميم والذي يهتم بالجانب الرياضي وبدعمه ويعد له ميزانيات باهظة وغير معقولة!
هذا إضافة إلى جانب مهم يتمثّل في سياسة خطف اللاعبين الموهوبين من الدول الأخرى واستدراجهم لقطر والصرف عليهم وتجنيسهم أو صرف جوازات سفر مؤقتة لهم وقد تضررت البحرين والإمارات كثيراً من سياسة الخطف والإغراء وحرمتهم من عدالة المنافسة الحقة وذلك باختيار (جزيرة قطر)! الطريق الأسهل وهو دفع المال لقلب الموازين وترجيح الكفة لصالحهم وذلك عن طريق جلب اللاعب الجاهز. كما أن لهم كشافين وعيون متعاونة في المملكة العربية السعودية هدفهم جلب اللاعبين المواليد من الجنسيات الإفريقية وترحيلهم إلى قطر رغم السماح لهم بالمشاركة في دوري الدرجة الأولى السعودي وإمكانية الاستفادة منهم محلياً ولم تسلم أيضاً الدول الأخرى الأوروبية والعربية غير الخليجية والآسيوية أيضاً من تلك السياسة المتمثلة في خطف اللاعبين الموهوبين والذين ينتظرهم مستقبل زاهر قبل أن تتاح لهم الفرصة لتمثيل بلدانهم .ولعل المراقب يلاحظ انتشار اللاعبين الأجانب في كافة المنتخبات القطرية وأنديتها في الألعاب المختلفة وتحقيقهم لنتائج مميزة أفضل مما تحققه دول مجلس التعاون والدول العربية الأخرى وذلك في ألعاب القوى واليد والطائرة والسلة ورفع الأثقال وكل هذا ما كان أن يتحقق لقطر لولا سياسة الإغراء التي تمارس من القيادة الرياضية التي هي بالفعل القيادة السياسية للبلاد أو حاشيتها التي حولها والتي تعداداة وإدارة مستترة وبالنيابة و في الواجهة وذلك لتنفيذ أجندة مريبة وغير مشروعة في معظم الأحايين.
يعزِّز ذلك حرص المسيرين الرياضيين على استضافة أي أحداث رياضية كبيرة أو صغيرة الهدف منها دعوة واستضافة الشخصيات الرياضية المؤثّرة قارياً ودولياً وكسب ودها ونيل رضاها والاستحواذ عليها وضمان وقفتها وصوتها في أي انتخابات أو تصويت على استضافات!
والغريب العجيب أن كل ذلك العهر الرياضي الإداري يمارس (كتقية) تتم وسط سكينة شديدة وهدوء ومثالية مصطنعة وحفاوة وترحيب مبالغين فيه تجعل حتى العالم ببواطن الأمور وخفاياها يندهش وينبهر ويكاد لا يصدق أن هذه الشخصيات الوقورة المثالية الماثلة أمامه لها وجهان وشخصية مزدوجة تنفذ باحترافية ودهاء أجندة معينة أو يصدر منها هذا الخبث وهذا اللؤم وهذا الفعل المتمثل بإظهار ما لا يبطنون وإخفاء ما لا يعلنون!!