سلطان بن محمد المالك
سعدت كثيراً الأسبوع الماضي عندما رغبت السفر في رحلة عاجلة من الرياض إلى جدة في أن أجد أمامي عدداً من الخيارات المتاحة من شركات الطيران المحلية لأختار أحدها في رحلتي. ففي السابق كان الحصول على مقعد في الطائرة شبه مستحيل وخصوصاً في فترات المواسم مثل رمضان ومواسم الإجازات، بل إن ا لأمر يتطلب الشفاعة والوساطة من معارف يعملون في شركة الخطوط السعودية، حيث كانت هي المشغل الوحيد الذي يحتكر السوق. الوضع الآن ولله الحمد تغيّر وأصبح لدى الراكب عدد من الخيارات المتاحة من شركات الطيران المحلية، فهناك الخطوط السعودية ومعها طيران البيرق، وهناك طيران ناس، وطيران نسما وطيران السعودية الخليجية. المنافسة بعد فتح السوق المحلي أصبحت مفتوحة أمام المسافرين والخيارات المتاحة متعددة، وأصبح الراكب هو من يقرّر ومن يختار بحسب رغبته وتفضيله.
وجميع تلك الشركات تتنافس فيما بينها في السعي نحو الحصول على مسافرين على رحلاتها، فالمنافسة لا تنحصر فقط في توفير المقاعد، بل في جودة الخدمة المقدمة من لحظة البدء في عملية الحجز وحتى نهاية الرحلة، كما تشمل التنوع في نوعية الطائرات ومستوى الرفاهية والخدمة المقدمة للراكب، كما أن التنافس يشمل الأسعار والأوقات المتاحة للسفر.
الأسبوع الماضي خضت تجربة جديدة مع إحدى شركات الطيران المحلية وكانت رائعة سواء من خلال إجراء الحجز عبر الموقع الإلكتروني أو من خلال إصدار كرت صعود الطائرة من الإنترنت، كما تفاجأت في المطار في احترافية تعامل العاملين في كاونتر إنهاء إجراءات السفر ومستوى التدريب العالي للموظفين وحسن استقبالهم للركاب، كما أعجبتني الطائرة بأنها من الطائرات الجديدة ذات المواصفات الحديثة.
كما سعدنا سابقاً في فتح سوق الطيران الأجنبي فنحن سعداء كذلك بفتح سوق الطيران المحلي والذي حل جزءاً من مشاكل صعوبة الحصول على مقاعد للسفر في الرحلات الداخلية، كما أن فتح السوق سوف يحث جميع الشركات على كسب العملاء من خلال الاعتناء بهم وبجودة الخدمات المقدمة، ونتمنى أن يحقق فتح سوق الطيران الداخلي النجاح كما نجحت تجربة فتح سوق الاتصالات في المملكة من خلال توفير خيارات متعددة للعملاء يقدمها عدد من الشركات المحلية.