د.عبدالعزيز العمر
سألت زميلي الطالب الصيني الذي كان يجلس بجواري، في أثناء دراسة أحد مقررات برنامج الدكتوراه خارج المملكة: لماذا ابتعثتك بلادك المتقدمة إلى الولايات المتحدة لدراسة الفيزياء ، ألا تتوفر في بلدك مثل هذا النوع من الدراسة؟ فقال: بلي، توجد مثل هذه الدراسة في بلادي، ولكن المنطق يقتضي أن نطّلع على ما لدى الدول المتقدمة ونستفيد منها لصالح التعليم في بلادنا. كل الدول على الإطلاق التي حققت تقدماً ونمواً حضارياً كانت بداية انطلاقتها الحقيقية من الابتعاث الخارجي. لبلادنا المملكة العربية السعودية تجربة مع الابتعاث الخارجي، بدأت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -طيّب الله ثراه- ، فقد كان هناك ابتعاث إلى مصر وبريطانيا وغيرها. وفي عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- انطلق أضخم مشروع ابتعاث إقليمي عبر التاريخ، وهو مشروع حمل اسمه - طيّب الله ثراه -. عاد عدد كبير جداً من طلابنا المبتعثين إلى الوطن، وهم يحملون درجات علمية متنوعة من جامعات غربية متميزة، وفي تخصصات نوعية يفترض أنها تخدم مشاريعنا التنموية. لكن يبقى السؤال الكبير صامداً: ماذا أضاف هؤلاء العائدون من الابتعاث إلى برامج التنمية الوطنية في بلادنا، إنه سؤال مشروع، خصوصاً وأن برنامج الابتعاث كلف خزينة الدولة مليارات الريالات. أتمنى أن أسمع أو أقراً بحوثاً وتقارير منشورة عن العوائد الوطنية المتحققة من عودة المبتعثين، قد يكون هؤلاء المبتعثون عادوا وهم متسلحون بأرقي المهارات وبقيم العمل المتميزة، إلا أنهم لم يجدوا بيئة العمل المعززة للإنتاج، هذا السؤال وغيره يجب أن يتصدى له الباحثون والأكاديميون لنكتشف مواطن ضعف تجربة الابتعاث ونصححها. أستأذن قرائي الأعزاء في إجازة قصيرة من الكتابة بعد ركض طويل دون توقف.