ناصر الصِرامي
-تسجيلات لأمير دولة قطر السابق رسميًا- والحالي جزئيا- حمد بن خليفة كررت أكثر من مرة، وتسجيلات مشابهة في المؤامرة والتحريض لوزير خارجية قطر السابق (والفعال حتى الآن)- حمد بن جاسم.
التسجيلات تؤكد قدم مؤامرات قطر على السعودية وجيرانها، وهي ليست التسريبات الوحيدة بالمناسبة، هناك الكثير من الوثائق التي تثبت تورط النظام في زعزعة أمن دول خليجية وعربية. وتحديدًا لزعزعة الوضع في السعودية، وتقسيمها.
قال حمد بن جاسم: إن «السعودية لن تعود موجودة بعد 12 عامًا، بل ستقسم إلى دويلات». هذا الكلام قبل أكثر من 17 سنة رحل حمد إلى لندن، واختفى عن مقدمة المسرح السياسي، وبقيت السعودية مستقرة ومتطورة وأكثر قوة.
أمير قطر حمد بن خليفة قال صراحة: «إن بلاده من أكثر الدول، التي تسبب إزعاجًا للمملكة»، و»أن النظام السعودي لن يبقى على حاله، وأنه سينتهي بالتأكيد».
وعلى الرغم مما كشف عنه الأمير- الممتليء بجنون العظمة - عن دعمه لعدد من القنوات التي تهاجم السعودية، كما دعمه لمعارضين سعوديين، ومؤيدين لجماعة الإخوان المتطرفة الإرهابية. والاعتراف بالتسجيلات والوثائق أنه يقوم «بتشجيع الحركات الداخلية لزعزعة استقرار المملكة العربية السعودية».
اختفى الأمير في الظل يحرك بعض أطراف لعبته المجنونة بسذاجة متناهية، بعد أن أنفق مليارات الدولارات لدعم التطرف والفوضي، وبقيت الرياض عاصمة القرار وقبلته.
- في الخمسينيات من القرن الماضي استضافت السعودية عددًا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المصرية حماية لهم، إلا أنها لم تسمح للجماعة بالعمل أو النشاط في المملكة. لكنها لم تلتزم كعادتها دائمًا بأي وعد أو عهد.
كانت الجماعة أول من انقلب ضد السعودية بداية التسعينيات، بسبب وقوف المملكة لجانب استعادة الكويت وتحريرها، وهو ما جعل السعودية تكشف للمرة الأولى كيف تمارس هذه الجماعة الشقاق وتتخصص بعدم الوفاء.
بعد ذلك بدأت قطر باستضافة المؤتمرات والندوات التي نظمتها الشخصيات الإسلامية التي تدور في فلك هذه الجماعة التي لا تعترف بأي حدود وطنية، أو قانون أو بيعة إلا تنظيمها السري ومرشدها.
واصلت الدوحة منح الحماية لكثير من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، والمصنفة بأنها «إرهابية» من طرف الإمارات والسعودية. بل أصبحت مقرًا للتنظيم إقليميًا ودوليًا.
- منها وعلى شاشة قناة الجزيرة - منبر من لا منبر له من المتطرفين والقادة الإرهابيين من القاعدة لداعش- أجاز «الإرهابي» يوسف القرضاوى «مفتى جماعة الإخوان ومفتي قطر»- في الوقت ذاته، أجاز «أن يقوم أي فرد بتفجير نفسه بغرض استهداف تجمع تابع للنظام أو مؤسسات الدولة التي يعيش فيها، حتى لو نتج عنه ضحايا في صفوف المدنيين شريطة أن يكون هذا العمل وفق ما تراه الجماعة!».
لن نتوقف هنا، نتذكر أيضًا، البيان السعودي الرسمي الذي يشير إلى دعم الدوحة «لنشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف»، كما تورطها في زعزعة أمن البحرين وتمويل جماعات مدعومة إيرانيًا. نضيف لذلك دعمها المكشوف للمتمردين الحوثيين في اليمن، في الوقت الذي كانت تشارك فيه بالتحالف العربي لدعم الشرعية!.
البيان الذي أصدرته السعودية قبل الإعلان عن قوائم الإرهاب القطرية، قال بوضوح إنها «تتبنى مختلف الجماعات الإرهابية والطائفية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والقاعدة». وإلى استخدامها وسائل إعلام من أجل «إثارة الفتنة»، ونعرف جيدًا أنها قد وفرت ومولت منبرًا لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وكل مشاهد وأصوات الإرهابيين في منطقتنا.
لذا فإن كشف حساب القيادة القطرية في دعم وتمويل كافة اشكال الإرهاب في منطقتنا العربية من السعودية إلى البحرين والإمارات ومصر واليمن وسوريا والعراق وليبيا إلى آخر نقطة في المغرب العربي، بل ربما لما هو أبعد منها-، والذي أصدرته ثلاث دول خليجية، ودول عربية من الحجم الثقيل.. يجعل القيادة القطرية في مواجهة واقعها.. مواجهة أفعالها وتحالفاتها مع الجماعات الإرهابية العالمية لأكثر من عقدين ماضيين... والأهم لا تزال التحديثات مستمرة...!