حمّاد السالمي
* لا بد أنكم تتذكرون جيدًا الدكتور: (ثروت الخرباوي)، صاحب كتاب: (سر المعبد.. الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين). صدر الكتاب عام 2002م، وطبع مرات عديدة ناهزت العشرين طبعة، وحصل على جوائز، وانتشر بشكل كبير؛ لأنه يكشف خفايا التنظيم السري لجماعة الإخوان وعلاقتهم بالماسونية العالمية؛ حتى أن المؤلف أطلق على هذه العلاقة لقب: (الماسيو إخواكية). والدكتور (ثروت الخرباوي)؛ محامي ومفكر مصري، كان عضوًا قياديًا في جماعة الإخوان حتى انشق عنهم قبل خمسة عشر عامًا، فقال عنهم وعن أساليبهم ودسائسهم ومؤامراتهم ما لم يعرفه الكثير من الناس الذين هم خارج عباءتهم، مما يعد كشفًا مهمًا للسياسي والمفكر والمثقف، وحتى لرجل الشارع الذي يُخدع عادة بمظاهرهم المزيفة، وبدعايتهم الكذابة، سواء كانوا في مصر أو في كافة البلدان العربية المبتلاة بمشروعهم الدموي القائم على سياسة: (قم لأقعد مكانك).
* تابعت قبل أيام مضت؛ برنامجًا متلفزًا ظهر فيه إخواني سعودي منشق عن الحزب اسمه: (خالد السبيعي). تحدث الرجل بما أعرف حقيقة، وليس مما هو غريب على مثلي، وأنا مثل كثيرين متابعين نعرف الكثير من خفايا تنظيم الإخوان، سواء في منشئه مصر، أو في بلادنا التي ابتليت بإخوان الشياطين هؤلاء. نعرفهم في كل ميدان، ونعرف أنهم على درجة عالية من التنظيم والدقة والتواصل مع بعضهم، ويجيدون أساليب الدس والاستعداء والتخفي في أثواب زاهية من البراءة والتقوى والزهد وحب الخير..! ثم قرأت لقاءً منشورًا في صحيفة عكاظ عدد يوم الأحد الفارط مع الإخواني السعودي المنشق ذاته، مع صورة له؛ وهو يتحدث عن تفاصيل مذهلة عن التنظيم في المملكة. عندما قرأت هذا اللقاء الذي جاء على صفحة كاملة؛ تذكرت المخطط الذي رسمه البنا ومن بعده سيد قطب لتكوين كوادر الحزب من الشباب، واعتماد الرحلات والمخيمات الخلوية بعيدًا عن أنظار السلطات والناس، حتى ينضج الأتباع، ويتدرجون بالتالي في سلم المسؤوليات، التي منها جمع الأموال لصالح الحزب، من عوائد الخيريات والزكوات، ومن دعم التجار ورجال الأعمال، إلى فرض رسوم شهرية قدرها (5%)، تُقتطع من رواتب أعضاء الجماعة، ولا يستطيع أحد التنصل من هذا وإلا حوسب وعوقب.
* هذا الكلام وغيره كثير؛ قال به العضو المنشق من إخوان السعودية: (خالد السبيعي). وتحدث عن استغلالهم لجماعات تحفيظ القرآن والمدارس، لتجنيد الصغار، وغرس أفكارهم التخريبية في أذهانهم من الصغر، ووجود رموز لهم في قطاعات كثيرة، وخاصة في التعليم، وفي الشؤون الإسلامية والجوامع، إلى غير ذلك مما يحسن بمن يجهل عمل هذه الجماعة بالمملكة أن يطلع عليه، وأن يُستزاد مما لدى هذا العضو المنشق الذي نجاه الله من خبثهم، ولأني أعرف أنه لديه الكثير مما يقوله في هذا الأمر؛ خاصة وأنه ظل عضوًا قرابة العشرين سنة، وتدرج في المسؤولية حتى صار برتبة (نقيب) في دهاليزها. لهذا أطالبه بأن لا يكتف بلقاءات صحافية وتلفزية فقط، ولكن عليه- وهذا واجب مطالب به تاريخيًا- أن يعكف على تسجيل سيرته في كتاب، يكشف فيه عن انتسابه للجماعة، وعلاقته بكل عضو فيها، وما كان يدور بين متنفذيها وأعضائها من كلام ومن تخطيط وعمل سري، موجه بكل تأكيد ضد أمن الدولة ومصير البلد وحياة المجتمع بشكل عام. إن كتابًا كهذا سوف يخلد ذكره، ويكشف المستور، ويسهم في فضح الخطط العدوانية ضد الوطن بكله، ذلك أن خالد السبيعي بهذا البوح الشجاع هو: (الخرباوي السعودي)، وكتابه إذا وُفِّق في تأليفه هو: (سر معبد إخوان السعودية)، وهو شجاع حقيقة؛ لأنه كما ذكر وقال: بأن (الجماعة لا حقته وحذرته، وطلبت منه عدم كشف أسرارها، بل وهددته مرات عدة). ويقول في معرض حديثه عن تجربته في العمل السري مع حزب الإخوان في المملكة؛ أن (أعضاء التنظيم منافقون. إذا حدثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا اؤتمنوا خانوا، وإذا خاصموا فجروا، يظهرون الدين، ويبطنون المكيدة لمنهج السلف والبلاد، يفرحون لأي هزة أمنية داخلية أو خارجية).
* الحمد لله أن ظهر قبل سنوات في مصر؛ عضو قيادي في جماعة الإخوان منشق عن معبدهم هو الدكتور: (ثروت الخرباوي)، فجهر وشهر وتكلم وألف وفضح (معبد جماعة الإخوان)؛ في منبتهم ومعقلهم، ثم ظهر اليوم بيننا (خالد السبيعي)، الذي بدأ في تعرية الجماعة، وفضح مشروعهم التخريبي في البلاد. من المؤكد أن هناك آخرين كثيرين نابوا وتابوا وعادوا لقواعدهم سالمين؛ بعد رحلة تيه وشقاء وعذاب مع فصائل الإخوان المجرمين في كل منطقة ومحافظة. ونرجو منهم أن يتخلوا عن صمتهم، وأن يخدموا دولتهم ووطنهم وشعبهم بأن يتكلموا.. تكلموا يا رعاكم الله؛ حتى تكفِّروا عن آثام وذنوب كانت لكم في ركب إخوان الشياطين.
* كم نحن بحاجة إلى (خرباوي) نزيه؛ أو أكثر من (خرباوي) في كل بلد عربي وإسلامي، لكي نتخلص من تنظيم دموي ظل لأكثر من تسعة عقود؛ وهو ينخر في جسد أمتنا العربية والإسلامية باسم الإسلام والأخوة في الإسلام، بينما هو ليس أكثر من تنظيم شيطاني؛ يسعى وراء وهم اسمه: (خرافة إسلامية)، جسدها أخيرًا في تنظيم إرهابي اسمه (داعش).