«الجزيرة»- سلطان الحارثي:
خسر منتخبنا السعودي من منتخب استراليا في أرض الأخير وبين جماهيره في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018، بثلاثية مقابل هدفين، وجاءت ردة الفعل عكس المتوقع، إِذْ بدأ النقد قاسيا للغاية، وبدأ التشاؤم يدب في نفوس بعض الجمهور، رغم أن أمل المنتخب السعودي في التأهل مباشرة لا زال قائماً وبشكل كبير، وإن لم يكن التأهل مباشرة فسوف يكون عن طريق الملحق!
صحيح أن المنتخب السعودي لم يؤد المأمول منه في مباراة استراليا بعكس بقية المباريات التي كانت في هذه التصفيات، إِذْ بدأ الأخضر قوياً، ولم يخسر قبل مباراة استراليا إلا من اليابان في اليابان، ولعل هذا الأمر هو ما جعل الجمهور السعودي يتأمل في تخطي استراليا، ولكن المنتخب الأسترالي منتخب قوي، ولا يمكن الاستهانة به، حتى وإن كنا قد تعادلنا معه في جدة، بينما مباراة الرد تختلف كلياً، إِذْ جاءت في نهاية الموسم السعودي، وكان جل لاعبيه منهكين من طول الموسم الذي لُعبت فيه مباريات كثيرة، ولعبوا تحت ضغط كبير، خاصة ونحن نعلم بأن جل لاعبي المنتخب مكونون من فريقي الهلال والأهلي، وهذان الفريقان هما الوحيدان اللذان استمرا في لعب المباريات حتى ما قبل مباراة استراليا بأيام، وذلك بحكم تأهلهما لنهائي كأس الملك، ولعبهما في دور الـ 16 من دوري أبطال آسيا، وهذا بالتأكيد له تأثير كبير على المنتخب!.
هذه ليست بأعذار للخسارة من استراليا، ولكنها الواقع الذي تعيشه الكرة السعودية، ولذلك المطلوب منا جميعاً هو الوقوف مع المنتخب في مباراتيه القادمتين أمام الإمارات واليابان، فإنَّ استطاع منتخبنا تجاوز هاتين المباراتين فسوف نتأهل مباشرة دون الدخول في أي حسابات معقدة، وعلينا نقد المنتخب ولكن بهدوء ودون التقليل من أحد أو مهاجمة لاعب معين، فمنتخبنا اليوم بحاجتنا، وعلينا دعمه ومساندته، ومن ضمن الدعم توجيه النقد لمكامن الخلل.
نعود لمباراة منتخبنا أمام استراليا ونقول: في هذه المباراة لم يؤد المنتخب السعودي المطلوب منه، ولم يكن في المستوى الفني الجيد الذي من الممكن أن يفوز من خلاله على منتخب مثل منتخب استراليا، أو حتى يتعادل معه، وكانت الأخطاء في معظم مراكز الفريق بدءا من الحارس ياسر المسيليم الذي أخفق في هذه المباراة، ولم يكن في مستواه المعروف، كما أن وسط المنتخب لم يسيطر على المباراة مثل ما كان يعمل في المباريات السابقة! وكان من الواضح أن المنتخب تأثر من غياب نجميه نواف العابد وفهد المولد.
بقي أن نقول: علينا نسيان مباراة استراليا، فهي مباراة انتهت بخيرها وشرها، وعلينا التفكير في القادم فهو الأهم، وهو التحدي الذي يجب أن نتجاوزه حتى نصل لروسيا.