يوسف المحيميد
قبل عام وأكثر، كتبت في هذه الزاوية أن المملكة لا تخوض حربًا على حدها الجنوبي فحسب، وإنما تخوض حربا إعلامية وعمل سياسي دبلوماسي خارجي ثقيل، وذكرت بأنه لكي نتفوق لابد أن نحلق بجناحين، عمل دبلوماسي متميز، وعمل إعلامي خارجي مكتمل، وذكرت بأن وزير الخارجية عادل الجبير هو رجل المرحلة في السياسة الخارجية، وهو صوتنا وذاكرتنا السياسية المتفردة، الذي أثبت قدرته الفذة في عدد من المواقف، وفِي كثير من المؤتمرات الصحفية الخارجية، فكان حائطنا الدبلوماسي الصلب المتسق مع هذه المرحلة.
لكننا لم نكن كذلك في العمل الإعلامي الخارجي، ولم نتمكن وقت ذاك من التحليق جيدًا، بسبب حاجتنا إلى وزير إعلام قادر على نقل الصورة الحقيقية للخارج، كي يكون مساعدًا ومكملا لعمل وزير الخارجية، وبعد استلام الدكتور عوّاد العواد لم أكتب شيئًا حول ذلك، لكن زيارته ضمن وفد إعلامي لجنودنا الأبطال في الحد الجنوبي، والوقوف معهم، ودعمهم، وإعلان إنشاء مركز إعلامي دائم على الحدود، كان مؤشرًا مريحا ومطمئنا بأننا سننتقل إلى مرحلة جديدة من الإعلام الخارجي النشط.
ومع ذلك لم يزل أمام الدكتور العواد الكثير من العمل على المستوى الإعلامي، فنحن الآن في مرحلة صعبة، يجب أن يكون هو وفريقه الإداري والإعلامي حاضرًا متوقدًا، وعلى مستوى المسؤولية، فلم تعد الجبهة التي نعمل عليها هي إيران والحوثيين والمخلوع صالح فحسب، وإنما انبرت أقلام عربية وأجنبية مأجورة بعد قطع العلاقات مع قطر، تهاجم المملكة، وتبث أخبارًا ملفقة، وتنشر معلومات مفبركة، فهذا الوطن مستهدف منذ عقود من قبل مثل هذه الأقلام، التي تقبض وتؤسس لصحف ومواقع إلكترونية هدفها الرئيس الأساءة لوطننا، لذلك أجزم أن الدكتور العواد، وزير الثقافة والإعلام يدرك ذلك جيدًا، ويدرك ما هو أبعد، وما هو متوقع من حملات ضد المملكة، تحتاج إلى عمل كثيف، وحملات إعلامية استباقية، فالمستقبل ليس ساحة معركة، وإنما ساحة صراع دبلوماسي وإعلامي، إذا لم نتمكن منها جيدًا، سنجد أنفسنا في مهب الريح الإعلامية العاتية.
ولا يخفى على الوزير أهمية الإعلام الجديد، ودور مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير على الرأي العام المحلي والعربي والأجنبي، فالعمل الإعلامي الاحترافي يستطيع توظيف ذلك لنقل الصورة الحقيقة للوطن، وما يقوم به من دور كبير ومتعدد تجاه الإرهاب، سواء إرهاب الأفراد والأحزاب والميليشيات، أو إرهاب الدول، والعبث بأمن الدول الأخرى، والتدخل بشؤونها الداخلية.
إن الدفاع عن الوطن بالقلم والكلمة لا يقل أهمية عن الدفاع عنه بالسلاح.