سعد الدوسري
فُجعنا، يوم الخميس الماضي، بوفاة الناشطة الاجتماعية الشابة وصانعة الأمل المميزة، هناء إسكندر، بعد حربها المُعلنَة والمُلهِمة لمرض السرطان، الذي سبق أن تسبب، قبل 4 أشهر في وفاة أخيها حمزة، المحارب العنيد لهذا لمرض العضال، والشاب الدائم الابتسامة.
كانت هناء، رفيقةً لأخيها حمزة، رحمهما الله، في مراحل علاجه كلها، وكانت تحلم بإنشاء مركز اجتماعي متخصص لمرضى السرطان، باسم حمزة. ولقد اختارت أن يكون مشروع تخرجها في كلية الهندسة بجامعة الحكمة، تصميماً هندسياً لذلك المركز. كما أكملت كافة الإجراءات الخاصة بتأسيس المركز، بالتنسيق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ليكون ملتقى لمرضى السرطان وأسرهم، بهدف تبادل الخبرات والتجارب، وبث روح الأمل والتفاؤل بينهم.
حسب تجربتي المهنية الطويلة مع مرضى السرطان، فإنَّ أكثر ما ينقصنا، هو العلاج النفسي الجماعي. هناك محاولات من قبل بعض المستشفيات والجمعيات والأفراد، لتأسيس مثل هذا العلاج المؤازر والداعم للمرضى، لكنه بشكل عام، غير مؤصل، ويظل في طور الاجتهادات الشخصية.
إنني، وباسم مرضى السرطان في محافظة جدة، وباسم السيدة نوشين أحمد، وباسم فقيديها وفلذتيْ كبدها، أطالب الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، بتسريع إنشاء هذا المركز، ليكون اسمه «مركز حمزة وهناء الاجتماعي لمرضى السرطان»، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لهذين الشابين، اللذين نشرا ثقافة الأمل، بين مرضى السرطان، وتحولا إلى أيقونتين تشعان بالتفاؤل والتمسك بالحياة والرضا بقضاء الله وقدره.