حميد بن عوض العنزي
** خلق الانتماء الوظيفي أحد أسس نجاح المنظمة وأهم استثماراتها أياً كان نشاطها، وبيئة العمل التي تتوفر فيها العوامل المعزّزة للانتماء دائماً ما تكون مثالية وتحقق أعلى درجات الإنتاجية باعتبار أن إنتاجية الموظف وإن تعددت العوامل المؤثّرة بها، إلا أن بيئة العمل الصحية أكبر المؤثّرات الإيجابية لحفز كل الطاقات المنتجة .
** مايكل بارك الأستاذ المساعد في السلوكيات التنظيمية لدى كلية لندن للأعمال، أصدر بحثاً جديداً يؤكّد فيه أن الشركات لا تدرك مدى الخسارة التي تتكبّدها نتيجة لتكتّمها على المشاعر السلبية بهدف الحفاظ على الهدوء في بيئة العمل، وأنها تضيّع على نفسها الكثير من المنافع الإيجابية إثر ذلك، وأنه على الرغم من أن معظم الموظفين يفضلون العمل في بيئة عمل مريحة وهادئة، إلا أنهم غالباً ما يميلون إلى كبت الغضب والمشاعر السلبية خوفاً على السمعة أو تجنباً لإفساد علاقات العمل مع زملائهم، وقد يكون الإحباط إيجابيًا ضمن المؤسسات التي تسعى للتحفيز على التغيير، نظراً لإمكانية ترجمته إلى تغذية راجعة أكثر صراحة بين زملاء العمل.
** ويبقى قائد المنظمة هو القادر على إحداث التوازنات ما بين عناصر البيئة الصحيحة ومتطلبات الموظفين، وهذه قد يكون لها علاقة بشخصية وقدرة القائد على محاصرة المشاعر السلبية وتحويلها إلى إيجابية من خلال إرساء الأسس التي تشجع على الانفتاح والشفافية وتقبل الآراء من الجميع وتصويب ما قد يكون خاطئاً منها، وبالفعل هناك قادة استطاعوا أن يحدثوا تغييراً كبيراً في بيئة العمل وبفترة وجيزة، من خلال النهج العملي في بناء العلاقة الأفقية مع الجميع بما تحمله من مشاعر إنسانية وتواضع يسهم في قرب القائد من موظفيه.