لندن - وكالات:
أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة أنها ستشكل حكومة تنجز عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رغم خسارة حزبها المحافظ الغالبية المطلقة في البرلمان والدعوات إلى استقالتها. وقالت زعيمة حزب المحافظين بعد النتيجة المفاجئة للانتخابات التي جرت الخميس إن «ما تحتاجه البلاد أكثر من أي وقت مضى هو الثقة». وكانت ماي دعت إلى انتخابات مبكرة في محاولتها تعزيز موقفها في مفاوضات بريكست المقبلة، إلا أنه كان لمغامرتها نتائج عكسية. ومع إعلان النتائج لجميع مقاعد البرلمان الـ650، حصل الحزب اليميني الوسطي على غالبية الأصوات ومعظم المقاعد إلا أنه خسر الأغلبية في مجلس العموم.
وسعت ماي، مدعومة من الحزب الوحدوي الديموقراطي في ايرلندا الشمالية، الجمعة إلى الحصول على إذن من الملكة اليزابيث الثانية لتشكيل حكومة أقلية. وتعهدت رئيسة الوزراء بـ«الإيفاء بوعد بريكست». وأضافت «من الواضح أن المحافظين والحزب الوحدوي وحدهما يملكان الشرعية والقدرة للقيام بذلك سيسمح ذلك لنا بالعمل معا كبلد وتوجيه طاقاتنا من أجل التوصل إلى اتفاق ناجح بشأن بريكست».
وفي هذا السياق، حذر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك في «رسالة تهنئة» لماي بأن لا مجال لـ«اضاعة الوقت» في بدء مفاوضات بريكست، حيث بدء العد العكسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في عملية ستستمر على مدى عامين.
وأكدت ماي أنها تنوي بدء المحادثات مع الاوروبيين بتاريخ 19 يونيو كما كان مخططا، متعهدة بـ«البدء بالعمل» مباشرة. وأعلنت لاحقا أن كبار وزرائها، بمن فيهم وزير المالية فيليب هاموند ووزير الخارجية بوريس جونسون والوزير المكلف بالتفاوض في ملف بريكست ديفيد ديفيس سيبقون في مناصبهم في الحكومة الجديدة.
ومن جهته أعرب رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر عن أمله بأن «لا نجد انفسنا ازاء تأخير اضافي في انجاز هذه المفاوضات». واعرب عن «امله بألا يكون لنتيجة الانتخابات أي تأثير كبير على المفاوضات التي نترقبها بفارغ الصبر».
وتواجه ماي دعوات للاستقالة بعدما أضاعت الغالبية الضئيلة التي تمتع بها حزبها بفارق 17 مقعدا. ودعا زعيم حزب العمال جيريمي كوربن الذي خالفت حملته الحيوية التوقعات بخسارته بشكل كبير، ماي إلى الاستقالة قائلا إنها «خسرت الأصوات، والدعم والثقة». وأما ماي فأعربت عن أسفها لخسارة نواب محافظين لمقاعدهم، قائلة «سأنظر في ما علينا القيام به مستقبلا لمساعدة الحزب على التقدم».
ومع إعلان نتائج جميع الدوائر إلا واحدة، حصل المحافظون على 318 مقعدا، مقابل 331 بعد انتخابات عام 2015. وأما حزب العمال فنال 261 مقعدا مقابل 229 كانت بحوزته. واكتفت صحيفة «ذي صن» الأكثر مبيعا في بريطانيا والمتعاطفة عادة مع المحافظين، بكلمة «مايهيم» أو «فوضى» على صفحتها الأولى.
وفي ليلة أعادت مجددا رسم المشهد السياسي، خسر «حزب استقلال المملكة المتحدة» المعروف باسم «يوكيب»، ملايين الأصوات، ما دفع زعيمه بول نوتال إلى الاستقالة. وأما الحزب الوطني الاسكتلندي بزعامة رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن، والذي هيمن على الساحة السياسية في الشمال لعقد ودعا إلى استفتاء جديد من أجل الاستقلال بعد بريكست، فخسر 21 من 56 مقعدا فاز بها عام 2015. واعتبرت ستورجن أن النتائج تظهر أن على المحافظين «التخلي عن السعي المتهور لـ(خروج قاس)» من الاتحاد الاوروبي.
وفي 29 مارس، أطلقت ماي التي تسلمت السلطة بعد استفتاء بريكست الذي جرى في يونيو 2016، رسميا عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسط وعود بإخراج بلادها من السوق الموحدة وخفض الهجرة. ورغم حملته ضد بريكست، قبل حزب العمال بنتيجة الاستفتاء ولكنه أكد أنه سيعطي أولوية للمحافظة على علاقات اقتصادية جيدة مع بروكسل.