حاورها - محمد المرزوقي:
انطلقت مبادرة «من أين أبدأ؟» التطوعية التي أسستها إيثار الغامدي، عام 2012م، بمشاركة أربع فتيات، برؤية منطلقها أن تكون مبادرة قرائية شبابية تطوعية، واضعة على أولويات قائمة أهدافها القراء الجدد، والمنقطعين عن القراءة، عن طريق وسائل التواصل الرقمية عبر حسابات المبادرة المختلفة على شبكة الإنترنت، عبر برنامج متكامل الجوانب تقوم عليه المبادرة، التي كان لـ«المجلة الثقافية» هذا الحوار مع أوائل أعضائها أميرة سلطان، التي أكدت أن المبادرة تقوم بالتعريف برؤيتها ورسالتها وأهدافها التي تستهدف الشباب والفتيات، من خلال أساليب مختلفة تقوم على التعريف بالكتب، والمثقفين، وعقد المقارنات بين مشهد ثقافي وأخرى محلياً وعربياً وعالمياً، وبين الأجيال على مستوى المشهد الثقافي الواحد، ما يشكل لديهم خارطة تصورية عن القراءة والساحة الثقافية في المملكة وفي الوطن العربي.
* ما هي الآلية التي يسير عليها أعضاء المبادرة بوصفها منهجاً وخارطة عمل لمبادرتكن؟
- تم تقسيم أعضاء المبادرة إلى أربعة مسارات، الأول فريق (الإعداد)، ولديه أهم الأدوار، فهو المسؤول عن إعداد الفقرات التي اتفق جميع أعضاء المبادرة على تنفيذها على مستوى النشاط الميداني، أو الإلكتروني، أما فريق (التدقيق) فمهمته مراجعة المحتوى وتدقيق مضامينه وتصويب وتصحيح ما يحتاج إليه المحتوى من حيث الأسلوب واللغة وغيرهما سواء إملائيا أو نحويا، أو صياغة، بينما يعمل أعضاء في القسم الثالث في (التصميم) الذي يقوم بدور إخراج محتوى معين كأن يكون صورة غلاف أو شخصية أو عبارة بحيث يتم تقديمها بشكل مشوق وجذاب ومقنع للمشاهد، بينما يتولى أعضاء آخرين مسار (النشر) الذي يتم توزيع أدوار أعضائه من خلال حسابات المبادرة على الشبكة العالمية، فمنهم مختص بتويتر، ومنهم مسؤول عن انستغرام، وآخرين عن سناب، ومن ثم التفاعل مع ما يجده عبر الحساب من أسئلة وتفاعل.
* استحضاركم لخارطة القراءة العربية جهد ربما يعجز عنه العديد من المؤسسات، فكيف تتعاملون مع هذا الجانب؟
- هذه إحدى الصعوبات التي تواجه نشاطنا، إلا أن لدينا إصراراً على استحضار هذا البعد من خلال الكتاب الذي نعرضه من مختلف أنحاء العالم بعدة لغات، لكون أعضاء المبادرة من عشر دول عربية، بعد أن أسستها إيثار الغامدي المبادرة بأربع أعضاء، وفي هذا العام أصبحنا 32 عضواً من الجنسين، ما سهل التعريف بمشاهد قرائية في الوطن العربي تحديداً.
* ماذا عن المؤشرات التي تعكس لكم مدى نجاحكن خلال الخمس السنوات المنصرمة من عمر المبادرة؟
- هناك عدد من المؤشرات التي تعكس لنا نجاح المبادرة منها زيادة عدد الأعضاء، حجم التفاعل من خلال أداء الأعضاء عبر النشاط الإلكتروني، أو من خلال النشاط الميداني الذي تقيمه المبادرة على أرض الواقع من خلال شراكاتها مع عدة جهات، إلى جانب عدد المتفاعلين مع المبادرة الذي لا تزال أعدادهم متزايدة وتفاعلهم متناميين، على الرغم من أن عدد المتابعين ليس هو الرقم الذي يشكل لنا هما أو مؤشراً حقيقياً، وإنما يظل التفاعلي القرائي الجاد هو القيمة الحقيقية التي تدعم كل مؤشرات النجاح لدى أعضاء المبادرة.
* ما أبرز الصعوبات التي نجحت «من أين أبدأ؟» في تجاوزها؟
- لعل من أبرز الصعوبات التي نجحنا في تجاوزها هو انتقال نشاط المبادرة من (الافتراضي) على شبكة الإنترنت إلى الواقع وذلك من خلال استثمار الفعاليات الثقافية للمشاركة عبرها، وفي مقدمتها الأندية الأدبية ومعارض الكتاب، إلى جانب القدرة على إقناع العديد من الجهات في منحنا المكان، لأجدها فرصة أن أشيد بتفاعل العديد من الجهات فيما يتعلّق بتوفير مكان لمبادرتنا، في ظل غياب داعم مستمر، ما جعلنا نبحث عن داعمين وشركاء بشكل مستمر، وإن كان حضورنا في العديد من هذه المناسبات تعريفياً، إلا أننا ما زلنا نبحث عن شراكات مع الجهات الثقافية وفي مقدمتها الأندية الأدبية والمكتبات الوطنية العامة، إلى جانب قدرتنا على التعامل مع صعوبات تجهيز مقر للمبادرة في ظل بعض الدعوات التي أشبه ما تكون من بعض الجهات بالمفاجئة، إلى جانب الصعوبة المادية التي لا تزال تتغلب عليها مؤسسة المبادرة والمشرفة عليها إيثار الغامدي، بينما جميع الأعضاء يقدون جهوداً تطوعية.
* ماذا عن خارطة المتابعين والمتفاعلين في الوطن العربي، فيما لو أردنا أن ترتبي أبرزها عربياً حسب التفاعل مع مبادرتكن؟
- أكثر المتابعين والمتفاعلين مع مبادرة «من أين أبدأ؟» من المملكة العربية السعودية، فدولة المعرب، ثم جمهورية مصر، إلا أن المتابع العربي للمبادرة على الإنترنت كشف لنا عن العديد من سمات الشباب العربي الباحث عن القراءة الحادة، ما جعلنا نسعى إلى استثمار تلك السمات لدى فئة الشباب في الوطن العربي عامة، وفي المملكة بشكل خاص، ما انعكس بالتالي على برامج المبادرة وما يقدّم منها على الشبكة العالمية، وما يتطلب تقديمه من خلال الواقع، إلى جانب مراعاة محتوى ما يقدم لتلك السمات عبر التفاعل الذي نجده عبر المسارين.
* ما «أم القناعات» التي وصلتن إليها عبر خمس سنوات من انطلاق مبادرتكن القرائية للشباب؟
- تكمن أهم القناعات التي وصلنا إليها أن لا يمكن أن تجبر أحداً على القراءة، إذ لا بد لمن سيتفاعل مع مبادرتنا أن يكون لديه استعداد للقراءة، أو لمنقطعين عن القراءة فيكون من السهل إلى حد كبير إعادته إلى ما كان لديه من استعداد قرائي ومن ثم تنميته، وخاصة لفئة تكون أولى مبادرتهم مقولة: «أريد أن أصبح قارئاً» ما يعكس دافعيتهم للقراءة عبر مبادرتنا.