«عندما عجز الإنسان عن إيجاد العلاج الشافي له كان يلجأ إلى السحر والشعوذة. وما زالت هذه الممارسات قائمة إلى وقتنا الحاضر، وإن كانت بدرجاتٍ أقلّ عما ذي قبل. لكن صناعة الدواء تطوّرت في القرن الأخير، وأصبحنا على مشارف صناعة الدواء (النانوية)؛ أي: باستخدام تقنيات النانو في تصنيع الأدوية، وهو تطوّر قد يقلب صناعة الدواء رأساً على عقب». جاءت هذه العبارة في افتتاحية د. عبدالله نعمان الحاج - رئيس تحرير مجلة الفيصل العلمية - العدد الأخير من المجلة، الذي أفرد ملفاً شاملاً عن الدواء، تناول الجانبين العلمي والتجاري من هذه الصناعة.
تحت عنوان (شركات الأدوية الكبرى بين الرغبة الجنسية المتدنية وارتفاع معدل انتشار المرض)، ترجم طارق الراشد موضوعاً يشير إلى أنه «أصبح بالإمكان في أيامنا هذه معالجة عدم الرغبة في ممارسة الجنس؛ فثمة قرص لعلاج هذه الحالة، اعتمدته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية». وفي هذا الأمر استغلال لأعراض مرضية، تستحق العلاج بدلاً من فتح أسواق لدواء جديد. وحذّر د. سامح الجباس من (أدوية قاتلة)؛ إذ هناك بعض الأدوية تسوَّق في بعض البلاد، ثم تظهر بسبب استخدامها أعراض جانبية، ومخاطر في الاستخدام، لم تظهر في التجارب السريرية التي تُجرى قبل طرح الدواء في الأسواق؛ لذلك تقوم المؤسسات الحكومية المختصّة بسحبها من الأسواق. وأعدت الصيدلانية تماضر محمود أبو رياش تقريراً يعرّف بتقنيات جديدة للعلاج غير مسبوقة، منها: العلاج بالجينات، والعلاج بتقنية النانو، وغيرهما. وتتبَّع الصيدلاني حمدان العجمي تطور الأدوية عبر التاريخ راصداً أهم المحطات، ثم تناول أسعار الدواء في السعودية، وكيفية تحديدها، والعوامل التي تتحكّم فيها. ومن أهم الأرقام التي أوردها أن «المملكة العربية السعودية تشكّل 20 % من سوق الدواء في الوطن العربي، ويدخل هذا السوق ما يقارب 3.6 مليار دولار؛ أي: نحو 13 مليار ريال». وقدّم د. حذيفة أحمد الخراط معلومات قيّمة عن أهم ما يجب معرفته عن الدواء من تصنيعه إلى رحلته داخل جسم الإنسان.
وأجرت (الفيصل العلمية) حواراً مع الدكتور هشام بن سعد الجضعي - الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء - الذي ألقى الضوء على جوانب كثيرة تهمّ القراء معرفتها عن الهيئة، إضافة إلى قضايا عدة تتعلق بالدواء في السوق السعودي. وكشفت الصيدلانية حنان القرني كثيرًا من أسرار سوق الدواء في السعودية، ورصدت كثيرًا من الظواهر السلبية التي تستحق وقفة لعلاجها.