أحد عشر معرضاً «خيرياً» أقامها نادي الرياض الأدبي الثقافي، بالتعاون مع عدد من الجمعيات، وفي مقدمتها الجمعيات الخيرية التي اتجه إليها المعرض في أغلب دوراته، ليذهب ريع المعرض إليها في شراكة ثقافية «عملية» جعلت من المعرض نشاطاً متجدداً في مضمونه، إذ ما يزال هلاله الثقافي رديفاً لرؤية هلال رمضان منذ عقد.
منذ سنوات وأنا أتباع ما تقيمه الأندية الأدبية من «أسابيع ثقافية» وما يتبعها من أصداء عبر وسائل الإعلام، ووسائل الاتصال، بين قطبي النجاح الذي يتطلب التجديد والابتكار والتطوير المستمر، وقطب فشل النمطية والتكرار والقولبة المنبرية التي لم يعد يطيق حضورها حتى بعض أعضاء الأندية المكلفين بحضورها، ما جعل التباين كبيراً بين أسبوع هنا، وآخر هناك، ما يجعلني اتخذ - على عجالة - من معرض أدبي الرياض «أنموذجاً» للأسابيع الثقافية وإن تجاوز الأسبوع، أو للفعاليات الحاضنة لأنشطة الأندية المنبرية، عبر مشاهدات رصدت ملامحها منذ دورة المعرض الأولى.
هناك جملة من المقومات التي جعلت المعرض يواصل نجاحه حتى دورته الحادية عشرة، ومنها: اهتمام مجالس النادي بالمعرض، ووضعه على قائمة أولوياتهم، بدءاً من المجلس الذي ترأس أعضاءه الدكتور سعد البازعي، فالدكتور عبد الله الوشمي، ثم الدكتور عبد الله الحيدري، وصولاً إلى الدكتور صالح المحمود، ليتحول المعرض إلى إحدى استراتيجيات النادي، ما عزز تراكم التجربة، وخاصة استمرار العمل الثقافي «المشترك» لما بعد المعرض، إذ قام النادي - مثلاً - بترجمة عدد من مطبوعاته إلى لغة برايل بعد مشاركة جمعية (كفيف) في أحد معارضه، إلى جانب اجتماع حب الدعم الخيري بعشق اقتناء الكتاب، إضافة إلى «الشخصية المكرمة» في كل دورة ما زاد من وهج المنبر، الذي عزز الاقتراب منه - أيضا - الدورات التدريبية المقامة ضمن البرنامج، إلى جانب جدة مواضيع الندوات المنبرية، في حضرة تفاعل الداعمين بالكتاب مؤسسات وأفراد، ما يجعل من زيادة تطوير هذه المقومات روحاً للاستمرار، بما في ذلك إقامة المعرض مستقبلاً في مواقع الشركاء، أو في مركز الملك فهد الثقافي، إذ لمّا يستثمر هذا المقوم بعد، أو يختبر (عملياً) على الأقل.
* حتى لا تذبل «منابر» المؤسسات الثقافية.. لا بد لها من باقات يكون المنبر أحد أزاهيرها!.
- محمد المرزوقي