سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحرص النظم التربوية على تطوير عناصر منظومتها حفاظاً على ديمومتها وفاعليتها، ويأتي في مقدمة هذه العناصر الإشراف التربوي باعتباره جانباً مهماً من جوانب النظام التربوي المتكامل، وعاملاً هاماً لتطوير العمل التربوي, ومكوناً رئيساً من المكونات المرتبط بتقويم أداء هذه النظم.
وحيث إن الإشراف التربوي نظام له أهدافه، ومهامه، وله وظائفه، وأساليبه، فإن أهمية الإشراف التربوي تتضح من خلال المهام والمسؤوليات المتعددة التي يقوم بها المشرف التربوي أثناء عمله وفقاً لما أوردته التعاميم الوزارية والبحوث العلمية والدراسات التربوية، والتي تهدف كما يشير إليها (دليل مفاهيم الإشراف التربوي: 1427.25) إلى تقويم المحتوى والأداء، وتحقيق النمو العلمي والمهني، وتحسين التعليم والتعلم، وتحقيق الأهداف المرجوة وللتعرف على بعض المهام التي يقوم بها المشرف التربوي نورد جوانب من مسؤولياته في ستة مجالات من مجالات عمله: ففي جانب التخطيط لا بد من الاطلاع على التعليمات واللوائح ذات العلاقة بالعمل التربوي والتعليمي ودراسة التقارير والتوصيات الإشرافية السابقة دراسة تحليلية، والتأكد من توافر الطاقة البشرية اللازمة، والتعريف بالمنهج بمفهومه الواسع الذي يشمل الخبرات التربوية داخل المدرسة وخارجها للمساعدة في النمو الشامل ومن ثم إعداد خطة إشرافية شاملة على شكل مراحل.
إن مقابلة المعلمين الجدد والوقوف لجانبهم له الأولوية في خطة المشرف التربوي، كما أن من مهامه التأكد من توزيع الجداول على المعلمين حسب التخصص والمراحل الدراسية وتوزيع مفردات المواد على أسابيع الفصل الدراسي ومتابعة ما يطرأ في المدارس وفقاً للتعاميم الواردة لمكاتب التعليم بالإضافة إلى وضع خطة لإجراء البحوث وآلية تطبيق التجارب التربوية.
وفيما يتعلق بالمعلم فإن الزيارات الفنية للمعلمين من أولويات عمل المشرف التربوي متضمناً ذلك الاطلاع على الإعداد المنتظم والمتكامل من قبل المعلم للدروس، ومدى تطبيق المعلم لاستراتيجيات التعلم النشط أثناء الحصة واستخدامه للوسائل التعليمية وتوظيفها لخدمة المصلحة التعليمية وتفعيله لأنشطة المادة، ودرجة مراعاة المعلم للفروق الفردية بين الطلاب وقياس تحصيلهم، والتعرف على قدرة المعلم على حثهم على التفكير العلمي عند الطلاب، وأساليب تقويمهم. وبخصوص المقررات الدراسية فإن من مهام المشرف التربوي دراسة اللوائح والتعاميم المتعلقة بها، والإلمام بأهداف المقررات ومتابعة الحذف والإضافة وتزويد المعلمين بأفضل طرق التدريس حسب الحاجة ومتطلبات الموقف وتشجيعهم على دراسة هذه المقررات ومن إعداد الدراسات والتقارير عنها موضحاً فيها الملحوظات التوصيات.
إن التنمية المهنية للمعلمين من أبرز المهام التي يوليها المشرف التربوي اهتماماته، حيث يقترح البرامج اللازمة للمعلمين والمتمثلة في تبادل الزيارات واللقاءات وورش العمل التربوية والدروس التطبيقية والدورات التدريبية والترشيح لحضور المؤتمرات والندوات - حسب الإمكانات المتاحة - وذلك من خلال تحليل واقعهم المهني وتحديد المهارات التي يمكن تطويرها عن طريق التنمية المهنية ومن ثم الترشيح للبرامج المناسبة يتبع ذلك تقويم للبرامج التدريبية وتقديم الاقتراحات الهادفة.
وفي جانب النشاط فإن من مهام المشرف التربوي دراسة أنواع النشاطات الخاصة بالمواد في جميع الصفوف الدراسية وتحفيز المعلمين على العناية بالنشاط والمشاركة الفاعلة في برامجه وتوثيق تلك البرامج وإقامة المعارض المتخصصة أو المشاركة فيها وفقاً للتعاميم المنظمة لها.
ومن مهام المشرف التربوي بشأن الاختبارات توعية المعلمين بما تضمنته اللائحة العامة للاختبار والمذكرات التفسيرية وما يستجد في ذلك وإيضاح أساليب تقويم الطلاب والاطلاع على دفاتر الدرجات والاختبار التي نفذها المعلم وإعداد التوجيهات الخاصة بالمواصفات الفنية للأسئلة وإرشادات التصحيح والمراجعة والرصد ودراسة نتائج الطلاب في الاختبارات وتقويم وتقديم الخطط العلاجية المناسبة كتغذية راجعة للمدارس.
وفي هذا العام يزداد الأمر وضوحاً من خلال الدور الموكل للمشرف التربوي بشأن تطبيق منظومة قيادة الأداء المدرسي الكمية والنوعية على جميع مدارس التعليم العام.
الأمر الذي يؤكد أهمية الإشراف التربوي في العملية التربوية والتعليمية.
والله الموفق.