كثير من دول العالم تعتمد على السياحة كمصدر دخل رئيسي، فخلال عام 2016 احتلت المملكة المتحدة وتليها ألمانيا وتركيا وإيطاليا ومن ثم الصين في مقدمة هذه الدول. أما من ناحية المدن السياحية، فلندن احتلت في المقدمة حيث، تجاوز عدد السياح 18 مليون خلال 2016، وبعدها بانكوك (نعم بانكوك) بحوالي 18 مليون وتليها باريس بما يقارب 16 مليون، وجارتنا الغالية مدينة دبي بما يقارب 14 ونصف مليون زائر خلال 2016م.
لذلك من المهم جداً التفكير في إنشاء وتشييد مدن سياحية في المملكة على مستوى عالمي يجذب آلاف السواح وربما الملايين كمصدر رادف للدخل. حيث يعد إنشاء المدن السياحية من أبرز وأهم أساليب الاستثمار وأكثرها نشاطاً ومتانةً. وفي المملكة ولله الحمد لدينا من الثروات لا تعد ولا تحصى ومن هذه الثروات تراثنا وحضارتنا وتاريخنا العريق. وإنشاء مدن سياحية سيحدث انتعاشاً في الاقتصاد الوطني وسيجذب السائح الأجنبي، حيث إن السائح الأجنبي بصفة العموم والغربي بصفة الخصوص يفضل أن يطلع على ما هو مختلف عن ما يتوفر في موطنه.
إن أهم مراحل بناء المدن السياحية هو «التصميم»، فالتصميم هو الركيزة الأساسية في المدينة السياحية لاستقطاب وجذب السائح الأجنبي:
- تصميم المدينة السياحية يجب بلا شك أن يكون مستوحى من التراث العريق.
- الموقع العام يقترح أن يكون قريباً من المناطق أو المدن المؤهولة بالسكان ومرتبطة بطريق سريع ومن السهل الوصول إليها.
- المباني الداخلية مصصمة خارجياً بتصميم يعكس التاريخ العريق والحضارة الإسلامية.
- متحف تراثي دائم للعروض الوطنية وقاعات للعروض المرئية للمحاضرات، إضافة إلى معرض التراث.
- استاد رياضي لسباق الخيل العربي الأصيل وسباق الهجن يتسع لـ 5000 متفرج.
- طرقات وممرات صغيرة بمنازيل طينية تعكس كيفية بناء المنازل القديمة بجسورها المعلقة وتصاميمها الفريدة.
- تشييد ساحات للعروض الشعبية ومغطاة بتصاميم (بيوت شعر) للاستخدام الصيفي والشتوي.
- إنشاء فندق أو فندقين (4 نجوم) داخل حرم المدينة السياحية لاستيعاب واستقبال السواح وتوفير خيار السكن داخل أو خارج المدينة.
- قنوات وجداول مائية ومناطق خضراء مفتوحة وحدائق.
- بناء برج يتوسط المدينة السياحية يعلوه مطعم شعبي لتقديم الأكلات السعودية.
- خدمات أساسية يجب أن تكون جزءاً من المدينة السياحية كالمراكز الطبية ومطاعم شعبية وعالمية وخدمات بنكية الخ...
بعد الانتهاء من بناء وتشييد المدينة السياحية:
- جذب السائح الأجنبي من جميع الدول من خلال وسائل الدعاية والإعلام.
- تدريب المئات من الكوادر الوطنية للعمل في هذا التجمع السياحي المميز من خلال العمل في إدارة المدينة والفنادق والإرشاد السياحي والأنشطة الأخرى.
- فتح أبواب المدينة للسائح الأجنبي وللزائر العربي والسعودي طوال فترة العام.
- استخدام العربات القديمة التي تجرها البهائم في التنقل من منطقة إلى أخرى داخل حرم المدينة.
- برامج سياحية متعددة ومميزة ومكثفة للزائر والسائح باستخدام المرشد السياحي عن طريق الحافلات الصغيرة والتي يتم تنميتها سياحياً باستخدام المجموعات كما هو متبع في المدن السياحية العالمية وكذلك عن طريق التجول على الأقدام.
- تنظيم رحلات برية للسائح الأجنبي.
- إمكانية فتح المجال للسائح الأجنبي بزيارة بعض مناطق الجذب السياحي كمدائن صالح، وصخرة عنترة بالقصيم، والأخدود بنجران، وغيرها وذلك من خلال رحلات جوية خاصة (charter flights) ورحلات برية بإرشاد سياحي مميز.
وإضافة إلى ذلك فإن تشييد هذا الصرح السياحي له العديد من الإيجابيات التي لا حصر لها منها:
- الاستثمار السياحي على المدى الطويل.
- إنعاش الاقتصاد الوطني وزيادة مصادر الدخل.
- جذب السائح الأجنبي وتعريفه بوطننا الغالي الحبيب، فنحن لسنا مجرد نفط وصحراء وجمال.
نحن أمة لها حضارتها العربية وتاريخها المجيد، لذلك حتماً علينا إبراز تلك الحضارة وإيجاد فرص عمل لا نظير لها. وأنا على يقين أن هذا المشروع متى ما رأى النور سيكون له مردود اقتصادي غير مسبوق.
لذلك أمامنا تحدٍ كبير ولكن بكوادرنا وسواعدنا الوطنية نستطيع ليس فقط التفكير في مثل هذه المشاريع وإنما تنفيذها والوصول إلى أهدافنا وتحقيق آمالنا في إنعاش اقتصادنا الوطني.