مهدي العبار العنزي
يعيش عالمنا العربي منذ عدة أعوام في محطات من الاقتتال وسفك الدماء والتدمير والتشريد والمؤسف أنها بين العرب أنفسهم الذين من المفترض أن يكون هدفهم واحد وأفكارهم متوحدة لأنهم بأعمالهم المشينة التي يمارسونها ضد أبناء جلدتهم تعني الظلم والجهل والغلو والحقد الدفين وتعني ذروة الإجرام بصوره البشعة، ألم يعلموا بأنهم خير أمةٍ اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فهل هناك منكر أبشع من سفك الدماء وإزهاق الأرواح التي حرم الله إزهاقها؟ لأنه سبحانه وتعالى هو الذي يملك هذه الأرواح دون غيره جل وعلا، هؤلاء الإرهابيون نسوا أو تناسو أن نبي الهدى والرحمة ينتمي إلى العرب وأنهم ينتمون إلى الدين الواحد (الإسلام )دين الرحمة والتسامح الذي يرفض أعمالهم التي لا تمت للإسلام بصله ورغم معرفتهم أن كل ما يقومون به من أعمال شريرة تشمل التكفير والتدمير والتشريد والتهجير والتفجير تتنافى مع أخلاق المسلم التي لا تأمر إلا بالخير وإسعاد البشرية؟ إذا كانوا يعتقدون أن أعمالهم تخدم الإسلام فإنهم يرتكبون حماقة لأن الإسلام يدعوا إلى العدل والوحدة والتراحم والتعاضد وحفظ كرامة الإنسان والأمن والسلام والتسامح ولن يدعو أبدا إلى التفرق ولا إلى التناحر والتشرذم، لقد ضرب أهل الاجرام بأوامر الباري عز وجل ونواهيه عرض الحائط غير مبالين بالعقوبات التي تنتظرهم يوم يلقون ربهم ولم يعلموا أن شريعة نبي الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام التي تحرم القتال في الأشهر الحرم، هؤلاء ينطبق عليهم قول الله تعالى: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} (44) سورة الأنعام، فمتى يعود من اغواهم الشيطان وجعل منهم مطايا لأعداء الإسلام إلى رشدهم ومتى يحكمون العقل ويتوقفون عن زعزعة أمن أوطان العرب وتحطيم آمال الأجيال في العيش الكريم والاستقرار
إن ذلك ليس على الله بعزيز وإن غدا لناظره لقريب والفرج سيأتي من عند الله ثم من الرجال الذين يملكون العقل والحكمه والله المستعان.