ميسون أبو بكر
وأنا أتابع المخرجة اليمنية خديجة السالمي (الحاصلة على جوائز عالمية) في برنامج ضيف وحكاية، التي تعرضت للعنف نتيجة زواجها وهي ابنة الثامنة، وزواج القاصرات مشكلة كبيرة تعاني منها بعض المجتمعات العربية، وبخاصة في اليمن، افتخرتُ كإعلامية بأهمية دور الإعلامي والفنان والمثقف في وطنه؛ لأنه صوت من لا صوت له، كما أشارت السالمي التي تناولت القضية التي كانت ضحيتها.
المؤتمر الإعلامي الذي ضمه المركز التاريخي الخميس الماضي، والذي نظمه برنامج الأمان الأسري الوطني بحضور رئيسة مجلس الإدارة سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، حرصت خلاله على لقاء الإعلاميين إيمانًا منها بأن الإعلام شريك أساسي في تحقيق رسالة البرنامج، وإيصالها للمجتمع.
والعنف الأسري قضية مجتمع؛ ولا بد من تكاتف كل الجهود لخدمة هذا البرنامج الذي خطا خطوات بل قفزات كبيرة منذ انطلاقه في 18-11-2005 تحت مظلة وزارة الحرس الوطني التي استشعرت أهميته، وهيأت كل السبل لإنجاحه وحفظ الأمن المجتمعي.
العنف والإيذاء يمارسَان في كل المجتمعات على اختلاف النِّسَب فيها، وقد رصدت المنشآت الصحية بالمملكة عام 2016 ما يقارب 700 حالة إيذاء ضد الأطفال. هذه هي الحالات المسجَّلة نتيجة صدور التشريعات التي تلزم المستشفيات والمراكز الصحية التي تستقبلها بالتبليغ عند استقبال حالات عنف، فضلاً عن العديد من الأطفال المعنَّفين الذين لا يلجأ ذووهم للمراكز الصحية لمعالجتهم.
الدكتورة مها المنيف الرئيس التنفيذي للبرنامج أطلعت الإعلاميين الحاضرين من وسائل الإعلام كافة في المملكة على إنجازات البرنامج.. وأذهلنا حقيقة التعرف على الجهد والنتائج أيضًا التي آلت إليها البرامج، ليس على المستوى المحلي فقط بل أصبحت مركز اهتمام دول أخرى، تستفيد من التجربة السعودية في برنامج الأمان الأسري الوطني الذي عزز من دور المملكة في البرامج الإنسانية، وكان له دور في رفع الوعي المجتمعي بالأمان الأسري، ونجح في بناء شراكات وطنية مع المتخصصين والقطاعات الحكومية التي أسهمت معه بشكل فاعل.
إحسان، الحد من التنمر، تثقيف الأم والطفل، سجل وطني لحالات الإيذاء والإهمال للطفل، ولا تمدها.. كل هذه المشاريع أسهمت في برنامج الأمان الأسري، والحد من إيذاء الطفل وأصحاب الإعاقة والمسنين أيضًا. وإن مشروع شباب الأمان بالذات يشير لدور الشباب في هذه القضية، ويعزز قدرتهم على إحداث التغيير الإيجابي في القيم المجتمعية، كما يعمل على تمكينهم في المجتمع، وخلق قيادات شبابية واعية.
المخدرات التي يُغرق أعداؤنا بها السوق، وهناك جهود حثيثة من وزارة الداخلية وإداراتها المختصة لصد دعشنة أبنائنا على وسائل التواصل، وهو عنف يمارس ضد أطفالنا وشبابنا.. الأب المدمن يمارس العنف ضد أفراد أسرته، ويخلق في المستقبل طفلاً عنيفًا.. برنامج الأمان الأسري يواجه أنواع العنف تلك.
الكثير في هذا البرنامج ونتائجه المبشرة بالخير أملت لو اتسع المجال لأخبركم بها، لكن أرجو أن يكون ما أشرت إليه ولو إضاءة سريعة عليه.. عزيزي القارئ أنت أيضًا شريك أساس فيه.. بلِّغ عن حالات العنف والإيذاء، أو عرِّف من حولك ببرنامج الأمان الأسري؛ ليسهل استفادة الآخرين منه.