عماد المديفر
هل نحكي عن دعمها وتحريضها للإرهابيين الحوثيين المثبت بالوثائق والمستندات؟ أم نحكي عن دعمها لميليشيا حزب الله الإرهابية المثبت بالأدلة القطعية؟ ودورها في إضعاف القوى اللبنانية الوطنية المعتدلة الحليفة لنا؟ أم نحكي عن دورها في تضليل العدالة في عملية اغتيال دولة الرئيس اللبناني الأسبق «رفيق الحريري» - يرحمه الله- بتنسيق ضمني مع حزب الله والمخابرات السورية والتسويق لكذبة «أبو عدس»؟ أم نحكي عن دورها في الدعم الإعلامي لتنظيم «فتح الإسلام» الإرهابي، وإثارة الرأي العام العربي والدولي حينها ضد إجراءات الجيش اللبناني في تحرير مخيم نهر البارد من هذه المجاميع الإرهابية «السنية» المدعومة من حزب الله والمخابرات السورية؟ أم نحكي عن دورها في شق صف الشعب العربي السوري وإنهاء تنظيم «الضباط الأحرار» وقائده المقدم البطل «حسين هرموش» -عليه رحمة الله-، ودعم وتصعيد التنظيمات الإرهابية الإخوانية والقاعدية وزرعها لهم في خاصرة قوى الشعب السوري، وعملها على تخريب كل جهود السوريين المخلصين وجهود المملكة الحثيثة في إنهاء معاناة الشعب العربي السوري.. ودورها الخبيث في إطالة أمد الحرب في سوريا وعمليات تسليم المدن السورية المحررة لنظام الطاغية المجرم بشار الأسد وعصابات طهران الطائفية المدينة تلو الأخرى، وتهجير أهلها القسري؟ أم نتحدث عن دعمها للإرهابيين في ليبيا بالأموال والسلاح والعتاد؟ عدا عن الدعم الإعلامي والدعائي.. أم نتحدث عن تورطها بدعم تنظيم القاعدة الإرهابي كما أبرزت ذلك صراحة وثائق الإرهابي الإخواني الهالك أسامة بن لادن في أبوت أباد.. وكما كشفت ذلك تحريات أجهزة الاستخبارات في عدة دول عربية وغربية؟ - كما هو موضوع علاقتها بالإرهابيين خالد شيخ محمد، وعبدالكريم المجاطي، وخالد علي حاج، وممول القاعدة سليم حسن الكواري، وعبدالله غانم الخوار، وعبدالرحمن النعيمي، وأشرف وعبدالملك عبدالسلام، ومحمد يوسف عبدالسلام (أبوعبدالعزيز القطري)، وإبراهيم عيسى البكر- أم تورطها في الترويج لتنظيم داعش؟ أم تورطها في التسبب بسفك الدم الفلسطيني في غزة عبر تنسيق حمساوي قطري إيراني؟ أم نتحدث عن دعمها للإرهابيين في البحرين من عملاء طهران والمدعومين من الحرس الثوري الإيراني؟ أم نتحدث عن دورها الرئيس في إسقاط حكم فخامة الرئيس المصري السابق حسني مبارك - شفاه الله- وزعزعة أمن واستقرار مصر ووصول تنظيم الإخوان الإرهابي للحكم؟ أدعمها للإخوان المسلمين في الكويت ودورها كنافث في نار الفتنة هناك وسعيها لإثارة الرأي العام ومحاولتها الحثيثة لدعم وتوسيع رقعة المظاهرات خلال فترة الأزمات تلك؟ أم دورها في دعم المظاهرات الساعية لخلخلة الأمن في الأردن؟ أم دعمها الإعلامي لإرهابيي العوامية؟ وقبلهم إرهابيو «القاعدة في جزيرة العرب» منذ أيام تفجيرات العليا وخلية «المعثم».. أم عن دعمها للميليشيات الإرهابية الانفصالية في المغرب؟ هل هذا كل شيء؟!
ليس بعد..
هل ترون أن نتحدث عن دعمها -في الظل كالعادة- لدراسات وأبحاث أكاديمية غربية مضللة تسعى لربط الإرهاب بهذه البلاد وبدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - يرحمه الله-؟ أم ترون أن نتحدث عن دعمها غير المباشر لكتاب وأكاديميين من جنسيات مختلفة.. عربية وأمريكية وأوروبية.. ليقوموا بنشر مقالات، وإقامة والمشاركة في ندواتٍ وحلقات نقاشٍ دعائية تضليلية مليئة بالكذب المغلف بإطار ادعاء المنهجية العلمية كنوع من الاقناع المزيف للحقائق وللواقع ضمن حملة منظمة للإساءة للمملكة وعقيدتها وهويتها وقادتها وشعبها.. ووسمهم بالتخلف والرجعية وإلصاق تهم التطرف والإرهاب بهم؟ والدور الذي لعبه بالخصوص أكاديميون غربيون في فرع جامعة جورج تاون بالدوحة؟ وتجنيدها لعدد من الكُتّاب بغرض «الإساءة لصورة المملكة العربية السعودية» والسعي لتهييج الرأي العام ضدها؟ عدا عن دعمها لعدد من الوسائل الإعلامية الأجنبية الشهيرة وذات الشعبية والانتشار الواسع من خلال صرف ملايين الدولارات لها عبر الإعلان بهدف فتح الطريق لتمرير تلك المقالات لعملاء قطر والمليئة بالدجل والكذب الذي يصب في ضرب المصالح السعودية كما هو الحال مع صحيفة نيويورك تايمز مثلاً.. الوجهة المفضلة لوزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف والتي يقوم من خلالها - في عملية اعتماد متبادل مع الجهود والدعم القطري- بنشر مقالاته الخبيثة ضد المملكة لمحاولة تضليل الرأي العام الأمريكي والعالمي..؟.
ألم يلفت نظرك عزيزي القارئ الكريم كيف انتفضت - إثر فضيحة تصريحات تميم- وسائل إعلام تابعة لحزب الله كـ»المنار»، وتابعة لإيران كـ»العالم»، ومدعومة من نظام بشار الأسد وطهران كـ»الميادين»، ومعروفة بتبنيها لوجهات نظر ضد مصالح المملكة والبحرين والإمارات كـ بي بي سي العربية، بالإضافة لفضائيات كالحوار والجزيرة وبقية قنوات ووسائل إعلام التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بغرض تسويق تبريرات الدوحة؟
أو لم يلفت نظرك عزيزي القارئ الكريم كيف تنبت كل تلك الوسائل الإعلامية وجهة النظر القطرية - تلك التي تتحدث عن الاختراق المزعوم لوكالة الأنباء القطرية وتتهجم على الإعلام السعودي- وليس هي وحدها.. بل انتفضت مواقع إلكترونية خبيثة أخرى تابعة لقطر - من تحت الطاولة- كالخليج الجديد، وعربي 21 وغيرها، خلا عن حسابات إرهابية معادية للمملكة ولمنظومة مجلس التعاون وساعية للفتنة وشق الصف وزعزعة الأمن والاستقرار كـ «مجتهد» و»تركي الشلهوب - اسم حركي وغير صحيح ولا يمت لأسرة الشلهوب الوطنية العريقة بصلة-» و»نحو الحرية» و»سماحتي» وبقية الحسابات التويترية التابعة للمجرم المطلوب سعد الفقيه والإرهابي محمد المسعري.. والتي ثبت قطعاً علاقة التعاون والاعتماد والدعم المتبادل بينهم وبين قطر.. ليس ذلك فحسب، بل أيضاً عملاء قطر الخونة في الداخل السعودي، أولئك التابعون لتنظيم الإخوان المسلمين، أو من جرى تجنيده بسبل شتى..
الأمور واضحة جداً، منذ انقلاب حمد بن خليفة آل ثاني على والده منتصف التسعينيات الميلادية، لكننا في كل مرة نقول لعل وعسى.. فليس ثمة مصلحة حقيقية لقطر في كل ما تقوم به، بل العكس.. إلا أن عدة متابعين للسياسة القطرية الخبيثة استنتجوا بأن من يظهر بالصورة من حكام قطر لربما ليس لهم من الأمر شيء.. وأن هناك من يدير البلاد - عبرهم- من أعداء الأمتين العربية والإسلامية، وأعداء المملكة بالخصوص، كونها الحصن الحصين للعرب والمسلمين وجدارهم المتين.. لذلك، وبعد كل تلك الفرص والمُهَل التي أعطيت لقطر لمعالجة وضعها.. وامتدت لعقود.. ولم يزدها ذلك إلا مزيداً من الغي والضلال؛ فلا مناص اليوم عن آخر العلاج.
إلى اللقاء.