سعد الدوسري
صباح الأربعاء الماضي، وبسبب خلافات إدارية، أطلق مدرس علوم شرعية، من جنسية عربية، النار على وكيل مدارس المملكة، وعلى مدير التشغيل فيها، فأرداهما قتيلين وجرح ثالث، وسينال هذا المجرم جزاءه، بما يليق مع فعلته الشنيعة التي ارتكبها في شهر رمضان، دون رادع ديني أو أخلاقي أو إنساني.
الخلافات لا تبرر الجريمة، وإلا لكان القتل حدثاً يومياً، في كل مكان، في الشارع والبيت والمدرسة والبنك والوزارة، لكنها تدق ناقوس المشكلة، لكي يتحرك أصحاب الحلول. حينما يرتفع عدد المدمنين والمدمنات في مجتمعنا، فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي. يجب أن نطارد المروجين، وأن نحبط محاولات المهربين، وأن نكثف برامج التوعية، وأن نطور خدمات مستشفيات الأمل. أليس كذلك؟! يجب ألا نعتبر ظاهرة انتشار المخدرات في أوساط الشباب والشابات، مجرد ظاهرة عالمية، يجب أن تتفشى في مجتمعنا، كما تفشت في مجتمعات أخرى، وأن لا أحد يملك القدرة على مواجهتها. إن كان هذا هو موقفنا، فإن الظاهرة ستتفاقم، وسنخسر المزيد من قدرات شبابنا العقلية والإبداعية.
فيما يتعلق بقضايا الخلاف، لا نزال نعاني من ضبابية الآليات، فالمعاملات تستغرق وقتاً طويلاً، لا قِبَل للبعض بها. ولو أن حراكاً رسمياً ما، يضع تصوراً لإزالة الضبابيات، ولجعل زمن حسم قضايا الخلافات أقصر، ولجعل آلياتها أوضح، لربما أنقذ الكثيرين من ضحايا العنف بسبب تلك القضايا.