جاسر عبدالعزيز الجاسر
ما أن حزمت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية أمرها، واتخذت الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على أمنها وتحصين استقرارها، وقطع دابر المحرض والداعم والممول للإرهاب في أرضها، وقطع علاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دولة الإرهاب في قطر التي اختطفها سدنة الإرهاب الدولي بتمكين من جماعة الأربعة الحاكمة في قطر.
ما أن أعلن القرار الحاسم والحازم حتى تبارى العديد من الدول في تقديم خدماتها للوساطة بين الدول الأربع وقطر.. وباستثناء النوايا الطيبة والحسنة والدوافع التي دفعت دولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي لا يشك أحد في حرصه على دول الخليج العربية وعلى مصير مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فالشيخ الطيب الحكيم أحد بناة المجلس وبذل جهوداً مضنية وكبيرة منذ أن كان وزير خارجية الكويت وواصل دعمه للمجلس عندما تبوأ إمارة الدولة التي دائماً تضع في أولى اهتماماتها مساندتها ودعمها لدول الخليج العربية ومجلس التعاون الذي يجمعها ويبرز قوتها وتناغمها.
باستثناء مساعي الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي أبدى صادقاً للقيام بوساطة رغم علمه صعوبة هذه المهمة، فالدول التي حسمت موقفها واتخذت قرارها اتخذته بعد صبر طويل، وانتكاسة لتعهدات قدمتها حكومة جماعة الأربعة في قطر بعد وساطة للشيخ صباح الأحمد الصباح الذي يعلم أن جماعة الأربعة الحاكمة في قطر لم ينفذوا ما عقدوه من عهود معه، ومع هذا يكرر الشيخ الحكيم جهوده رغم علمه بصعوبة المهمة، وتقديراً له ولمكانته الخاصة لدى قادة دول الخليج العربي وأهله تعامل قادة المملكة العربية السعودية مع هذه الجهود بنبل وكياسة، رغم عدم الثقة بما سيبرم من وعود واتفاق مع جماعة الأربعة الحاكمة في قطر، فلنا نحن في المملكة العربية السعودية تجربة مؤلمة مع هذه الجماعة، ونكثهم بالوعود التي قطعوها وبعد وساطة الشيخ صباح الأحمد الصباح، ولا يمكن أن نكرر التجربة، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وإذا أراد من يسعى للوساطة أن يبدأ وساطته بالطلب من دولة قطر أن تنسجم مع محيطها الخليجي العربي، وأن تكون وفية للقيم الإسلامية والعربية، وأهل الخليج من العرب المسلمين، مسالمين وطيبين ألا يتدخلوا في شؤون غيرهم وألا يدعموا الإرهاب وألا يحرضوا الأبناء على أهلهم، والشعوب على قادتها، وقطر وبعد عام 1995 بعد استلاب السلطة من قِبل حمد بن خليفة من أبيه تحولت إلى حاضنة لمغذيات الإرهاب كانت طريدة حتى وجدت في الدوحة بيئة حاضنة وداعمة.
وهكذا من يريد الوساطة أن تنجح فعليه أن يطلب من جماعة الأربعة أن تنظف قطر من حاضنات الإرهاب.
أما الآخرون الذين أبدوا استعدادهم للوساطة فهم باستثناء أمير دولة الكويت لهم غاياتهم وأهدافهم، فهل يعقل أن تقبل وساطة من ورط جماعة الأربعة الحاكمة في قطر إلى مسلك معاندة أهلها في الخليج العربي، وأن تكون عوناً لمن يسعى لابتلاع الخليج ودوله عبر نشر الفتن والإرهاب من خلال مليشيات الإجرام والقتل في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين.
مثل هؤلاء هل يُقبل منهم وساطة، وهم شركاء للشيطان في فعله.