د. عبدالرحمن الشلاش
أول ردة فعل من السعوديين عند إعلان حكومة المملكة قطع العلاقات مع حكومة قطر كانت عن الشعب القطري العزيز علينا جميعًا، ولعل ما ورد في البيان السعودي كان مطمئنًا للجميع أن المقصود ليس الشعب في قطر بقدر ما هو موجه لحكومة قطر نتيجة سياساتها العدوانية ضد جيرانها وبعض الدول الشقيقة وفي مقدمتها المملكة.
كان وما زال الشعب القطري أثير لدى الشعب السعودي، بل إنه جزء أساس من النسيج الخليجي ولم يستبعد يومًا بل ظل محبوبًا لما يتمتع به من طيبة وكرم وأخلاق وحسن تعامل، ولذلك كان مؤلمًا أن يدفع ثمن سياسات حكومته العدائية خاصة ما يمس المملكة مباشرة كالانتهاكات الجسيمة سرًا وعلنًا طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية في القطيف، وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن. هذا عدا دعمها للجماعات الإرهابية وعدم التزامها بالاتفاقيات.
الشعب القطري شعب نبيل ومثقف ومدرك أن مصلحته تكمن في علاقته بجيرانه لذلك لن يكون هذا الشعب محل مزايدة من أحد وخاصة من أولئك الذين مضوا في ذرف الدموع على شعب قطر والبكاء عليه في محاولة مكشوفة لذر الرماد في العيون حيث إنهم يبدون عدم رضاهم عن قطع العلاقة بالعزف على وتر شعب قطر الذي هو أساسا في قلوب حكومة وشعب المملكة، وليس بحاجة لمن يدافع عنه.
المعلوم أن صبر المملكة الطويل ولأكثر من عشرين عاما على ممارسات حكومة الأب ثم الابن في قطر كله من أجل الشعب القطري العزيز ولحمته القوية مع شعب المملكة وشعوب المنطقة لكن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وكان لا بد مما ليس منه بد، فأمان الوطن واستقراره في المقام الأول، ولا يمكن المجاملة أو ترك الأمور دون معالجة سريعة لأن السكوت يعني السماح للمعتدي بالتمادي. سنسمع صراخ البعض من خونة الداخل والخارج من الذين باعوا الوطنية بثمن بخس، أو من أعداء المملكة المعروفين.
شعب قطر سيظل في محل المحبة والتقدير من الجميع، ولديه الحلول للمساعدة في عودة قطر للصف الخليجي لأنه في كل الأحوال لن يرضى بما يبعده عن محيطه.