عثمان أبوبكر مالي
تعد مباراة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم غدًا الخميس مباراة مهمة ومفصلية، وهو يواجه في مشوار تصفيات كأس العالم (روسيا 2018م) المنتخب الأسترالي، الذي يحتل المركز الثالث في قائمة المجموعة الثانية في آسيا برصيد 13 نقطة، خلف المنتخبين الياباني والسعودي المتصدرين برصيد 16 نقطة.
أهمية المباراة تكمن في الحفاظ على الصدارة، والتمسك بزيادة فرص التأهل المباشر إلى المونديال بالابتعاد عن (الكنغر) المنافس الشرس، والزحف بعيدًا عنه بفارق ست نقاط - بإذن الله -؛ ما سيشعل المنافسة في الجولتين الأخيرتين في المجموعة، والسعي للاستفادة من ذلك في مواجهة الإمارات القادمة، وحتى مواجهة اليابان؛ إذ تكون خطوط اللعبة والتفوق بيد لاعبي الأخضر، وليس المنافسين.
المباراة تحمل أيضًا أهمية كبيرة للمنافسين الآخرين، وأولهم - بطبيعة الحال - المنتخب الأسترالي الذي يسعى للفوز ورفع رصيده من النقاط؛ ليتساوى مع الأخضر، وربما مع اليابان أيضًا، إذا خدمته نتيجة مباراته أمام العراق بفوز الأخير الذي يلعب بالفرصة الأخيرة لإحياء آماله وعودته للمنافسة، ويسعى للفوز مع أمنيات بخسارة أستراليا متمسكًا (بقشة) المقعد الثالث.
أهمية المباراة أيضًا كبيرة للمنتخب الإماراتي المرشح للفوز على تايلاند؛ ليرفع رصيده إلى 12 نقطة؛ ويقترب بها، وتقوى حظوظه المعتمدة على آخر جولتين، فيما سيضعف كثيرًا وتتلاشى فرصة المنتخب العراقي نهائيًّا إذا خسر الأخضر السعودي - لا قدر الله -.
المباراة إذًا (مفصلية)، ليس لمنتخبي المواجهة، وإنما للمنافسة عمومًا في المجموعة الحديدية المتقاربة جدًّا، وستكون الأمور أكثر غموضًا وتعقيدًا في حالة التعادل الذي سيعد مكسبًا للأخضر، في ظل الظروف التي تُلعب فيها المباراة؛ فقائمته ليست مكتملة، وبعض عناصره ليسوا في تمام عافيتهم، وهناك غيابات كبيرة مهمة ومؤثرة جدًّا، خاصة الثلاثي ياسر الشهراني ونواف العابد وفهد المولد، إضافة إلى مخاوف عن تأثير الإصابات التي ضربت بعض اللاعبين وعدم جاهزيتهم الكاملة، خاصة القائد أسامة المولد واللاعب التكتيكي سلمان الفرج. ومؤكد أن الجهاز الفني الذي يقوده (المتمرس) مارفيك وضع الحسابات كاملة، وأعد العدة اللازمة، وننتظر من لاعبينا مضاعفة الجهد والتغلب على كل الظروف، وتقديم كل ما لديهم.. وعندها لن يصعب عليهم - بحول الله وقوته - التفوق والفوز وتقديم التأهل مبكرًا (هدية) لجماهيرهم قبل العيد.
كلام مشفر
* لاعبو الأخضر يفترض أن لديهم (مهمة انتحارية) طوال وقت المباراة من أجل قميصهم الغالي، ومن أجل جماهيرهم، وأيضًا من أجل أنفسهم؛ لتحقيق إنجاز شخصي بالوصول إلى المونديال، الذي ينتظره الوطن كله، ويستحقه هذا الجيل بإمكانياته وقدراته، والفرصة الذهبية التي لا تفوت.
* كونوا مع لاعبيكم اليوم بقلوبكم ودعواتكم بأن يوفقهم الله ويسددهم للتغلب على الظروف والمنافس، وتجاوز العقبة الكبيرة القوية والكأداء في المشوار الصعب نحو الوصول إلى المونديال مباشرة بعد الغياب الطويل جدًّا.
* نجاح كبير يسجله الهولندي مارفيك المدير الفني للمنتخب في مشوار التصفيات، من حيث الاختيار والأداء والمستوى.. والأهم النتائج. وقبل الغد واضح أن الرجل عمل باستراتيجية كبيرة ومهنية كروية؛ ليوفر للأخضر حضورًا قويًّا في المهمة الانتحارية. أرجو له التوفيق.
* في الاتجاه نفسه يعمل مدرب المنتخب الأسترالي (أنجي بوستيكوجلو) مع فريقه ولاعبيه، حتى أنه احتفظ تقريبًا بكل الأسماء المعروفة، بمن فيها لاعبه (روبي كروز) رغم أنه لا يلعب مؤخرًا مع أي فريق، ولا يخوض مباريات بعد أن فسخ عقده مع الفريق الصيني (لياونيننغ) لخلافات مادية.
* ولعل اختيار مدينة (اديلايد) بطقسها القارس المعروف، وصغرها، وحجم ملعبها مقارنة بالمدن الأسترالية الأخرى، إحدى أدوات الضغط رغبة في صناعة فارق خارج الملعب، وقبل المباراة وأثناءها، وتلك أمور لم تغب عن نظرة مارفيك وجهازه المساعد.
* مواجهات الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا ستكون قوية وساخنة في الغرب والشرق بوصول ثمانية فرق قوية، وكانت تستحق الوصول، وستثري مواجهاتها المتأخرة حتى شهر أغسطس القادم البطولة بشكل أكبر، خاصة إذا وصلت فرق الغرب عند إقامتها إلى الجاهزية التي ستكون عليها فرق الشرق.
* والحمد لله أن القرعة أوقعت الفريقين الصينيين (جوانزو وشنغهاي) في مواجهة ثنائية في الدور ربع النهائي؛ ما سيحتّم مغادرة أحدهما، وربما تأتي المغادرة النهائية للفائز منهما في الدور نصف النهائي.
* وفي الوقت نفسه جنبت القرعة فريقَي الهلال والأهلي التلاقي في هذا الدور، وبإذن الله يكون التلاقي حاصلاً في الدور نصف النهائي، بعد تجاوزهما العين وبيروزي على التوالي؛ لتضمن الكرة السعودية وجودًا وحضورًا في النهائي، تستحقه بكل تأكيد.