فهد بن جليد
تقول العرب آخر الدواء الكي، لذا يبدو أنَّ صبر المملكة وشقيقاتها نفد من التصرفات الحمقاء والصبيانية لحكومة قطر التي تمارس النفاق السياسي بإتقان، مُعتقدة أنَّها أجادت اللعب على المُتناقضات وافتعال الأزمات ونشر القلاقل والفتن، وهو ما أنسى الدوحة حجمها وإطارها الطبيعي، وجعلها تتوهم كذباً وزوراً بأنَّ مُمارستها الضالة هذه ستجعل منها رقماً صعباً ومؤثِّراً في المنطقة والعالم.
هذه السياسة القطرية الفاشلة بالتعامل المُزدوج مع الإرهاب ومُحاربيه في ذات الوقت، عبر دعمه تحت غطاء (الوساطة دائماً)، أو تحرير الأسرى، وإظهار اليد الأخرى أمام العالم كمُحاربة له، إضافة للمُمارسات الخاطئة للنظام القطري، هي من فرضت على دول المنطقة بقيادة السعودية الواقع الجديد بقطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر حماية للأمن الوطني، نتيجة كل هذه الازدواجية والكذب والخداع والمؤامرات، فهذا الواقع الجديد المؤسف تتحمّل الدوحة مسؤوليته ونتائجه بالكامل، فهي من شقَّت الصف الخليجي والعربي والإسلامي، واختارت إظهار عكس ما تُبطن عندما اصطفت مع خفافيش الظلام والإرهاب في طهران ودمشق وصنعاء، بدعمها للتنظيمات الإرهابية الإخوان والقاعدة وداعش والحوثي وحزب الله، على حساب أمتها ومحيطها الخليجي والعربي والإسلامي، وتنصّلها من إجماع المجتمع الدولي في محاربة هذه التنظيمات الإرهابية.
التباكي ومُحاولة قلب الطاولة أمام الرأي العام والشعوب العربية والإسلامية وإظهار قطر بأنَّها (مظلومة) ووقعت تحت مخطط أو مؤامرة، بات أمراً مفضوحاً ومكشوفاً في بيان وزارة الخارجية القطرية المزعوم والذي يصوِّر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر وغيرها من الدول التي انضمت لقطع العلاقات لم تجد في هذه المرحلة تحدياً أكثر أهمية ومصيرية من محاولة إلحاق الضرر بقطر، وهذا كلام أشبه (باللطميات) التي اعتدنا على مُمارستها في طهران ودمشق وما يتفوَّه به (معتوه) حزب الله دائماً، والمواطن القطري أذكى لاكتشاف الحقيقة وأن الأقنعة المُزيّفة سقطت، وبات واضحاً أن الدوحة هي المسؤولة عن كل ما يحدث وسيحدث له من أضرار، لأن قرارها لم يعد حراً ومُستقلاً، بل هو محكوم بتوجهات وأفكار مندسين وظلاميين لا يريدون لشعب قطر الشقيق الأمن والاستقرار، من مُشعلي الحرائق في الخفاء ومدعي إطفائها في العلن، ممن يقودنها إلى مصير مجهول.
وعلى دروب الخير نلتقي.