د. محمد عبدالله العوين
يتولى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مهمة القيادة العليا لما يسمى بـ»الحشد الشعبي»، ويتولى فالح الفياض رئاسة الحشد؛ بينما يقوم بمهمة القيادة العسكرية تحت اسم نائب رئيس الحشد الصفوي الإيراني المطلوب من الإنتربول الدولي «أبو مهدي المهندس» الذي قال قبل يومين في تسجيل له بث على مواقع التواصل الاجتماعي إن «قواته ستعمل على تطهير المنطقة الحدودية من مسلحي داعش وملاحقتهم في كل مكان» وقال وهو يضحك باستهتار «والله مستمرين ربما حتى الرياض؟ نذهب للرياض أو جدة ومعنا «أنصار الله». ليس غريبا على هذا المجوسي الصفوي أن يتفوه بهذا الكلام المنزوع منه صفة العقل والحياء والوعي بمنطق القوة؛ إذ هو يعلم أنه لا يستطيع أن يتجاوز شبرا واحدا على الحدود السعودية إلا وقد حصدته القوات الجوية السعودية هو وأزلامه الطائفيين المجرمين معه؛ لكن ما يدعونا إلى التوقف عند هذا الكلام الفاحش البذيء هو ما تواتر من هؤلاء المجوس من تهديدات تكشف بجلاء أحقادهم على الإسلام والعرب، وتخصيصهم القدر الأكبر من العداء على المملكة؛ باعتبارها حاضنة الإسلام وخادمة وحامية الحرمين الشريفين وحاضنة تراث العرب وأمجادهم.
قبل هذا المجرم الدعي هددت «داعش» بحرق الكعبة باعتبار أنها عبادة أصنام؛ فتلاقى هدف هذا التنظيم الإرهابي مع الغاية التي يطمح الحشد الشعبي إلى تحقيقها؛ وهي هدم الكعبة واجتياح بلاد العرب والمسلمين -كما فعل أسلافهم القرامطة- لإقامة الإمبراطورية الفارسية من جديد والانتقام من الإسلام والعرب.
ليست «داعش» في هذا السياق ووفق تلاقي الأهداف إلا تكوينا صفويا مشابها للحشد؛ لكنه يعمل وفق طريقة مناقضة تعتمد المنهج الخوارجي لإحداث مزيد من الكراهية للإسلام، ولإيجاد مسوغ لمطاردته والاقتتال معه؛ والأمر في حقيقته ليس إلا قتلا وتهجيرا وتخريبا للمناطق العربية في العراق وسوريا، وقد دخل الحشد الآن إلى الأراضي السورية ليواصل المهمة الإجرامية التي نفذها في العراق وليقضي على من بقي من سكان سوريا العرب؛ إما بالقتل أو التهجير. كان من المؤمل أن تزداد خطوات التقارب مع العراق التي بدأها معالي وزير خارجية المملكة الأستاذ عادل الجبير بتلك الزيارة المشهودة قبل أشهر، وكنا نتطلع إلى اليوم الذي يدرك فيه العراقيون أنهم جزء أصيل من الأمة العربية، وأن الاحتلال الإيراني طارئ وسيتحرر العراق منه في يوم قريب؛ لكن الأحداث على الأرض والتصريحات التي تنطلق من الجانب الصفوي المحتل كما صدر من وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أو كما تكلم المجرم المدعو أبو مهدي المهندس وكما يراه العالم أيضا من أفعال إرهابية يقترفها الحشد في المدن والقرى السنية العربية من قتل وتجويع وتشريد وتعذيب لا تنبئ بأن الحكومة العراقية -مع الأسف- تسير في الاتجاه الإيجابي الذي نتوق إليه وينتظره العرب والمسلمون.
فلم يحرك حيدر العبادي ساكنا ولم يتفوه بعبارة إنكار ونفي؛ لا أمام تصريحات حسين دهقان بأن إيران تحتل العراق، ولا أمام تصريحات هذا المأفون الصفوي أبي مهدي، والعبادي هو القائد الأعلى للحشد الصفوي.
وأريد أن أذكر بشيء من التاريخ الأسود المخزي لهذا المأفون؛ اسمه الحقيقي «جمال جعفر محمد علي آل إبراهيم» من أصول فارسية، نزح والده إلى البصرة من مدينة «كرمان» وقت حكم الشاه محمد رضا بهلوي، ويتحدث الفارسية بطلاقة، ومتزوج من إيرانية، وشارك في الحرب مع إيران الخميني ضد العراق الذي يزعم الآن أنه بلده، ويفتخر بأنه جندي يقاتل تحت قيادة «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري وقال «هذه نعمة إلهية» وتمنى لو قتل أن يدفن في مقبرة الشهداء بطهران وليس في العراق، وقال إن «إيران هي أم القرى». ويبدو أنه لا حل مع المجوس الجدد إلا «قادسية» جديدة طال الزمن أو قصر.