د.عبدالعزيز الجار الله
الآن تفهم قطر جيدا أنها في حاضنة الجزيرة العربية، وأنها تنتمي لجزيرة العرب بدولها (6) الخليجية واليمن وامتدادها الشمالي أجزاء من العراق والأردن (الشام)، وتفهم قطر أنها ضمن دائرة الجزيرة العربية بمساحتها الجغرافية التي تبلغ مساحتها حوالي (3) ملايين كيلومتر مربع مع أجزاء من صحرائها الشمالية في العراق والأردن، وسكان قطر الأصليين ممن لهم امتدادات وجذور عشائرية من كل أقاليم الجزيرة العربية، ستفهم جيدا بعد أن قطعت السعودية علاقاتها السياسية والاقتصادية وأغلقت حدودها البرية والجوية والبحرية مع قطر، وكما هو معروف أن قطر هي شبه جزيرة تحيط بها مياه الخليج العربي من ثلاث جهات: الشرق والشمال والغرب، باستثناء الجنوب حيث حدودها البرية مع السعودية بطول (86)كم.
وهذا يعني أنها حرمت من المصالح والتبادلات التجارية بمحيطها اللصيق، بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها معها، لتصبح مياهها الوطنية والاقتصادية محاصرة، وصارت تجد صعوبة في اتصالها بالمياه الإقليمية الدولية.
كانت قطر تدعي قبل تاريخ قطع العلاقات أنها دولة رشيقة في اتصالاتها وتعاملاتها، وأنها لا تنتمي لجغرافية الجزيرة العربية وإنما لجنوب غرب آسيا وتسمي دول الخليج العربي باسم دول الشاطئ الغربي للخليج إمعانا منها بعدم الاعتراف باسم الخليج العربي.
خطوة السعودية في قطع العلاقات مع قطر انتظرناها في كل أزمة تمر وتنتهي بمصالحة منذ 1995م عام الانقلاب الأبيض، عندما تحولت السياسة القطرية إلى تابع للسياسة الإيرانية تنفذ الأجندة والسلوك الإيراني عبر الخداع والكذب وهي في الواقع هي رأس حربة العدوان الإيراني على الخليج العربي.
هذه الإجراءات من السعودية و(6) دول عربية منها مصر والإمارات واليمن لا بد أن تكون عقابية لدولة قطر التي حولت موقعها الجغرافي الخليج العربي، ومحيطها الإسلامي، ومخزونها من الغاز والنفط إلى مركز للإرهاب والسعي لتدمير دول الخليج والدول العربية وهو الدور الشيعي الذي عملت به إيران منذ ثورتها 1979م.
سياسة الحزم والعزم التي بدأت من اليمن في لجم الجماعات المتمردة الحوثية ستجد امتدادها في قطر بإجراءات اقتصادية وإغلاق الحدود لحماية بلادنا من دولة قبلت أن تلعب دور الجسر واللاعب الرخيص وسط صراع قوى ما بين الدول العربية وبين دولة إيران التي تصر على تصدير ثورتها.