هاني سالم مسهور
استميح أخي العزيز أحمد اليماحي باستعارة هذا العنوان من ختام برنامجه التلفزيوني الذي يبث على قناة أبوظبي منذ انطلقت عاصفة الحزم في فجر السادس والعشرين من مارس 2015م، فلقد كان ذلك اليوم ميلاداً لأمة العرب، تجاوز اختبار اللحظة والتوقيت وحتى القرار الحازم كان بحد ذاته انتقالاً لمواجهة الخطر على كل ما يمّس الأمن القومي العربي، تجاوزات النظام الإيراني لم تعد تنتظر سوى تعامل صارم، وتلفت العرب من حولهم فظهر في قصر العوجا صقر العروبة وفارسها الشجاع سلمان بن عبدالعزيز متوشحاً السيف الأملح شامخاً شموخ جبال طويق العالية فكانت ملحمة لتاريخ العرب.
عندما لم يتبق أمام السعوديين غير أن يواجهوا بأنفسهم التمدد الإيراني، لم يترددوا أبداً فشنَّ الطيران السعودي الغارات المتوالية على أذناب طهران في عاصمة العرب صنعاء، فجعت غيران وأذنابها، لم يتوقعوا كل هذه الصرامة السعودية، حزم الملك سلمان كان انفراداً وتغييراً جذرياً في كل التفاصيل والأجزاء، خصوم الأمة اختبروا صبر السعوديين وجاءهم الرد كما يجب أن يُرىَ فلقد قالها جدهم العربي الأول «الجواب ما ترى ما لا تسمع».
عندما انحازت السعودية للشعب المصري في يونيو 2013م انحازت لإرادة المصريين الذين فوجعوا وهم يتابعون ظهور المخلوع مُرسي بين ملالي طهران، ليست تلك مِصر التي قدمت للعروبة أبناءها، كذلك انحازت السعودية لشعب البحرين الذي وجد نار الطائفية تحاصره من كل مكان، وكذلك كان حال الشعب اليمني الذي وقف مصدوماً وعاصمة العرب الأولى صنعاء تتهاوى وتعلوها رايات الأعاجم، كان أكثر المشاهد سوداوية هو ذلك المشهد الصنعاني، فـ صنعاء تسقط بلا مقاومة أو حتى رصاصة تدافع عن شرف عاصمة عربية قديمة.
وبعد أن سقطت العواصم العربية بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء كانت خامس العواصم في موعد للتاريخ يكتب، عدن.. وسلمان بن عبدالعزيز وصقور المملكة يعصفون بشرور الإيرانيين، يضربون الأفعى، تأتي الإمارات من ذات مؤسسها زايد آل نهيان، أبوظبي السند والعون والعزم والصدق والوفاء، فمهما تعاظمت الأحوال للفرسان في ميادين الشرف كلمتهم وحضورهم وسمتهم، تحررت عدن.. أوفى سلمان بعهده هذه عاصمة عربية تشتم الحرية وترسل في كل نهار إلى الدرعية سلامها، ومن المُكلا يرسل الحضارمة إلى الرياض ولاءهم، رد المعروف من شيم العرب وهيهات ما دام في العرب سلمان.
جمعت السعودية جيوش الإسلام فكان رعد الشمال، وكان ومازال رد العدوان هو الشعار فلم تتدخل السعودية في شأن دولة، ولم تفرض على دولة إرادتها بل تحملت في سبيل استقرار الدول العربية، المنهج السعودي واضح وليس جديداً ويعرفه البعيد قبل القريب.
وقعت قطر في المحظورات أكثر من مرة، دعمت حماس، حزب الله، الحوثيين، الإخوان حتى بلغت إلى تنظيم القاعدة وداعش، لم يعد مقبولاً في زمن الحزم هذه الازدواجية التي يمارسها البعض على اعتبار التذاكي، سقطت الأقنعة وكشفت الوجوه، هذا ما يحدث عندما تكون الأمور في طور المعالجة وهو ما ذهبت إليه السعودية منذ يوم جمع الملك سلمان قادة الخليج في قصر العوجا بالدرعية، كانت القرارات أكبر من أن يعيها تميم بن حمد آل ثاني.
رُفعت الأقلام وجفت الصُحف.. كل الخيارات مطروحة لهزيمة المشروع الشيطاني الذي أطلقه الخُميني، المعركة المفتوحة مع الإرهاب الإيراني في المنطقة هي مهمة تحملتها السعودية وتقود هذه المعركة بنفسها، لم تعد المعركة لتقبل أنصاف الحلول مواجهة الشر الإيراني يعني الوقوف مع الرياض والالتزام بالعهود والمواثيق مع قيادتها السياسية.