جاسر عبدالعزيز الجاسر
هل تتذكرون التغطيات الخاصة والأفلام الوثائقية التي كانت تبثها قناة الجزيرة القطرية عن ابن لادن والقاعدة. كان هناك فريق تلفزيوني دائم مهمته متابعة (غزوات ابن لادن) والعمليات التي تنفذها القاعدة، ومن بعدها طالبان. ما أن تنتهي أي عملية للقاعدة أو طالبان إلا أن تبث بعد دقائق عبر محطة الإرهاب الجزيرة القطرية وأجرى المذيع المخصص لتوثيق أعمال ابن لادن والقاعدة إذ كان ذلك المذيع السوري قد وضعته الجزيرة القطرية في أفغانستان وأقامت له مكتباً في كابول مهمته فقط تسلم أشرطة مقابلات ابن لادن وغزوات القاعدة وطالبان، ذلك المذيع السوري الذي يحمل الجنسية الإسبانية دفع ثمن شرائه من قِبل الجزيرة القطرية وتجنيده مراسلاً لنشر الأعمال الإرهابية، حيث قبض عليه عند عودته إلى مدريد لقضاء إجازته ليقضي سبع سنوات سجناً.
ذلك المذيع الإسباني السوري تيسير علوني تناساه المشاهدون حتى قبل وفاة ابن لادن.
الآن الجزيرة الإرهابية وإكمالاً لدورها في نشر الفتن وتعميم الإرهاب تكرر العملية في ذراع إرهابية أخرى، إلا أنه في طبعة مذهبية مختلفة، فقد أخذت المحطة المتخصصة في الترويج للجماعات الإرهابية في الترويج للمؤسسة الإرهابية في العراق (الحشد الشيعي) ومن ضمن هذه الأعمال وفي السياق الترويج للحشد وقادته من كبار الإرهابيين الذين يعرفهم العراقيون جيداً المدعو (مهدي المهندس) الذي قدمته المحطة المشبوهة بنائب قائد الحشد الشيعي العراقي، وأظهرته وهو بين أعوانه من إرهابيي الحشد في موقع يقولون إنه عند الحدود العراقية السورية.
مهدي المهندس الذي ظهر وهو يرتدي البدلة الكاكي ضاحكاً بأنهم سيواصلون تقدمهم وسيطرتهم على الأراضي، وأنهم سيلتقون مع الحوثيين في الرياض وجدة.
أحلام العصافير تلك التي رددها مهدي المهندس وعرضتها محطة الجزيرة بصوت الإرهاب الإقليمي، يكشف ويترجم أطماع ملالي إيران، وإذ يكشف أحد عملائهم، إذ إن هذا المدعو مهدي المهندس لا يخفي عمالته وتبعيته لملالي إيران وهو القائل بأنه وقادة الحشد الشيعي يتلقون أوامرهم من إيران.
إذاً كلامه وأحلامه هو ما يتوافق مع عمالته والدور المرسوم له، ولكن ما الذي يجعل قناة الجزيرة الممولة التي تبث من أرض خليجية عربية والدولة التي أنشأتها وتصرف عليها وتبث من أراضيها عضوة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تروّج لمثل هذه الأقوال وتتبنى أحلام عصافير ملالي إيران.
أما قولنا لمهدي المهندس وكل عملاء ملالي إيران، حلمك بالوصول إلى الرياض أو جدة، دونه نار وجبال من الرجال الذين يضحون من أجل الوطن ولا يبدلون أرضهم المقدسة الطاهرة بأعمال الخزي والخيانة مثلما تفعل أنت ورفقاؤك من بقايا المجوس الذين ابتليت بهم العراق.
يا مهندس، ويا من تروجون له في الدوحة، ليكن في علمكم أن أرض السعودية المقدسة قادرة على أن تلفظ وتحرق بنيران وطنية أبنائها ورجالها كلَّ من تسول له العبث بأمنها والاقتراب من حدودها ولن ينفعهم تلميعهم عبر محطات عميلة جاحدة، ومثلما قضي على ابن لادن، سيقضى على المهندس ورفاق السوء الآخرين سواء في بغداد أو طهران وحتى في الدوحة.