أمل بنت فهد
لا شيء سيء بالمطلق.. ولا جيد بالمطلق.. بل ستجد في السوء باباً يفتح على الأمل وانكشاف الغمة.. وستجد في الجيد استرخاء وغفلة عن الخطر الذي يمر من تحتك دون أن تشعر به.. وفي مشروع الخيانة الكبرى للعالم كان هناك جماعة بنت حلماً قديماً.. ورسمت له الخطط.. وهيأت له الموارد.. على أمل الوصول إلى تقسم كعكة الحدود.. وتغيير خارطة العروش.. وكأنك تسمع نشوة الضحكات الغادرة.. وفعلاً مشت الخطة كما اعتقدوا.. وتزعزعت بعض الأماكن.. لكن الذي لم يخطر على بالهم.. ولم يحسبوا حسابه.. أن الخطوات التي يمسحون آثارها بعد أن يفعلوا فعلتهم في كل مرة.. باتت غير ممكنة.. لأننا في زمن التوثيق.. زمن الإدانة.. زمن التناقل السريع للأخبار.. وهنا سيبدأ مسلسل الرعب.. إنهم الآن في مواجهة القصاص من العالم كله.. إنهم في ورطة كبرى.. إنهم يعيشون الحصار الذي سيجبرهم على خيانة بعضهم.. سيجبرهم على التبرؤ من الجريمة بأي ثمن.. ولا شك أن مؤامرة بهذا الحجم غنية بالوثائق.. غنية بالأدلة.. غنية بضمانات الخروج والتأمين.
أغلب الظن أن كثيراً من الأقنعة سوف تنزلق عن وجوه كنا نعدها وجوه خير.. ستكون الأيام القادمة غارقة بالفضائح على أعلى مستوى.. لأن الحرب فعلاً انتقلت من أرض الأحلام إلى قلب المؤامرة.. سيحاول كل من اشترك فيها أن يرمي التهمة عنه.. وهنا تحديداً ستنهار الأكاذيب.. وتسقط المهابة.. وستكون حفلة عري تنضح بالخيانة.. والقذارة.. والأطماع.. والغدر.. والخداع.. سوف تكتمل فصول القصة.. وسيعرف العالم من خان ومن ظلم.
من قلب المعاناة سنغنم الحقيقة.. واليقظة أعظم غنيمة نحصدها من جوف الغفلة.. والطيبة.. غنيمتنا ممتدة إلى صحوة العرب والخليج والعالم.. وإعادة بناء الصفوف.. وتصفية الخونة منها.. إنها نهايتهم وبدايتنا.
عادة الخيانة أن تعيش في الظلام لتخفي آثارها.. ولا تترك دليلاً خلفها.. لكن اليوم لن يحميهم ظلام ولا نور.. إنه يوم قيامة وحساب.. لا مفر لهم.. وهذا ما يفسر التخبط العجيب الذي يحيط تحركاتهم.. إنها صدمة الانكشاف.. صدمة التعري.. صدمة الخوف من الدنيا كلها.. صدمة الرعب.. كم إدانة ستخرج للعلن.. وكم سنرى من قذارة لا تخطر على بال.
انتظروا قليلاً.. ولاحظوا كثيراً.