شهد الصلاة على جنازة نورة الرشيد حشد كبير من الرجال والنساء اكتظ بهم جامع الشايع على اتساعه بمحافظة الرس وكلهم يدعو لها بالمغفرة والرحمة والفوز بدخول الجنة والنجاة من النار ويدعونه سبحانه أن يهون مصيبتها على شقيقتها الوحيدة وعلى أبناء أخويها وسائر أقاربها وأفراد أسرتها الكريمة أسرة الرشيد الذين تولى رجال منهم إمارة الرس في فترات متقطعة من القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الهجري والعزاء موصول إلى نساء جيرانها وهم أكثر المتأثرين والباكين على فراقها واللاتي كن يجتمعن عندها يوميا ومنذ سنوات طويلة والعزاء موصول كذلك لأبناء وأحفاد زوجها التي هي بالنسبة لهم خالتهم وتعاملهم كأنهم أبناؤها ويعاملونها هم كأنها والدتهم وربما أكثر من ذلك، أكرر الترحم على إحدى كرام النساء في محافظة الرس وعلى والدها محمد بن ناصر الرشيد المتوفي في عام 1407هـ الذي لم يكن متعلما كما في كتاب "أعيان الرس" لمؤلفه عبدالله العقيل، ولكنه انتقل إلى المدينة المنورة في حوالي عام 1330هـ ودرس على يد علماء المسجد النبوي الشريف وحفظ القرآن عن ظهر قلب ثم عاد إلى الرس وتولى لاحقا إمامة مسجد الرشيد (مسجد علي الجاسر) كما تولى التدريس في مدرسة الكتاتيب الواقعة في الجهة الشرقية من المسجد وكان مخلصاً في تدريسه وكان له هيبة واحترام من قبل الطلاب، رحمهم الله وجميع موتى المسلمين وكتب السلامة للأحياء أجمعين، وأدام علينا ما ننعم به من أمن ورخاء وحمى بلادنا من كل شر وبلاء.
** **
- محمد الحزاب الغفيلي - الرس