إن كلمة المستقبل قد تسعد البعض منا وقد تكون شبحا مخيفا للآخرين، فمنذ قديم الأزل والفكر البشري يراقب كل أحداث حياته ليتخيل ما يخفيه الغد بين طيات سطوره.
لذلك يبقى التخطيط للمستقبل الذي هو السعي للوصول إلى نقطة محددة الملامح يحدد من خلالها الشخص الخطوة الأساسية للنجاح الذي يطمح إليه، ويعتمد ذلك الطموح على الترتيب المسبق لكل خطوة نقوم بها لتحديد المستقبل.
فالتخطيط وتحديد الأهداف هي خطوة في غاية الأهمية للأفراد لبناء المستقبل وهو من أهم مسببات النجاح في جميع النواحي العلمية والعملية، إلا أن المشكلة في كثير من الناس أنهم لا يخططون لمستقبل حياتهم. لذلك نجد الكثير اعتاد أن تكون حياته خالية من الالتزامات والضوابط وبعبارة أدق -غير منظمة - بحجة أن العمل المنظم يجعله غير قادر على الالتزام طوال الوقت! كما يصاب العديد من الأشخاص بالإحباط عندما لا يجدون الطريق الذي يقودهم إلى المستقبل.
والمشكلة أن هؤلاء مع أن الرغبة موجودة لديهم، إلى أنهم بكل بساطة لا يعرفون كيف ومن أين يبدؤون ...؟ لذلك أغلبهم يشعر بالضياع، وكلما بدأ أمر توقف في منتصفه لأنه يفتقد ميزة التخطيط الشخصي لتنظيم حياته.
فجميعنا يعلم بكثرة الأعمال والنشاطات التي نقوم بها وخصوصاً في زمن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الممارسات التي نعملها يوميا مما يجعلنا نعي بأهمية التنظيم والتخطيط لنجاح كل عمل نريده في حياتنا.
فالتخطيط الشخصي هو من المهارات الأساسية التي تميز الناجحين، فهم يعرفون ماذا يريدون وكيف يريدون ولماذا يريدون، فهم قادرين على تنفيذ ما يخططون له بجودة عالية لحياتهم.
إن احترافك لمهارة التخطيط وصياغة الأفكار على الورق وتحديد الأهداف لا تعني بأنك قادر على تحقيق النجاح.
فالتخطيط وحده لا يكفي...!
فمهارة التخطيط بمفردها تبني لك قلاعا فوق الرمال ما لم يتبعها التنفيذ المحكم والإنجاز المتقن.
فالتخطيط والتنفيذ لا يستغني أحدهما عن الآخر...
كن دائما ذا وعي بما تفعله وفيما تقضي فيه أوقاتك وما يحيط بك ويؤثر عليك.
فمن يعيش بلا بصيرة في أمره يسير متخبطا في حياته، كالذي تسيره الأمواج كيفما تشاء. فإما أن تأخذه إلى شاطئ الأمان أو إلى الضياع والندامة والخسران.