فهد بن جليد
الفاشلون فريقان، فريق فكر ولم يفعل، وفريق فعل ولم يفكر، أرجو ألا تنطبق هذه المقولة على بعض أصحاب الفود تراك، الذي بدأنا نرى بعض مشروعاتهم متعطلة أو للتقبيل، وهو ما يتطلب العمل بالتفكير لتطوير هذه المشروعات بما يضمن استمرارها.
أكثر ما أخشاه مع مرور -رمضان الأول- على انتشار ظاهرة الفود تراك Food Trucks في شوارعنا ومدننا -سيارات الأطعمة والمشروبات المتنقلة التي يملكها ويعمل بها شبان سعوديون- أنَّ عصر التعاطف المجتمعي مع هذا النوع من التجارة بدأ يتناقص، في ظل منافسات العرض والطلب التي تقدمها مطاعم الوجبات السريعة العالمية ومقاهي الـ5 نجوم، وسط سماع أصوات تنادي بأن تكون أسعار منتجات هذه السيارات مقبولة ومعقولة، مقارنة مع الأسعار المطبقة، في ظل غياب تسعيرة واضحة أو موحدة.
ارتفاع أسعار الأطعمة والمشروبات (سعودية الصنع) أكثر من 50 في المائة عن أسعار المقاهي والمطاعم -ليس أمراً صحياً- بحجة دعم الشاب السعودي فلذلك أثر عكسي، عند توقف المجاملين عن الشراء وانهيار بعض هذه المشروعات، وخسارة نماذج شبابية عصامية وجادة، لم تأخذ فرصتها الكاملة في السوق المحلي وهو أمر -برأيي- وطني ومهم يستحقه أبناؤنا وبناتنا، وقد حقق هدفه في البدايات، عندما أثبت شبابنا قدرتهم على المنافسة وتحقيق المستحيل، وهو ما يجعلنا نقول إن نزول الأسعار إلى أرقام مقبولة ومنافسة لمنتجات (مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي) سيحقق الخطوة اللاحقة المطلوبة والمنتظرة، التي تضمن استمرار هذه المشروعات لتصبح أكثر انتشاراً واستقراراً، مع زيادة العملاء لجعل السعوديين دائماً هم الخيار الأول.
الشاب السعودي سيكون هو خياري الأول للشراء منه، ودعمه كون منتجه أفضل وأنظف، وله حق عليَّ من أجل المساهمة في دفع نشاطه نحو التقدم والتطور أكثر وأكثر -هذا شعور جيد ونبيل- وحتى يستمر هذا الشعور عندي وعندك وعند الآخرين، على شبابنا أن يراجعوا أسعارهم قليلاً، ويثبتوا أكثر للمجتمع -الداعم الأول لهم- أنهم بالفعل يبادلونه البحث عن النجاح والمصلحة المشتركة للجميع، وأنه يستحق أن يكون مفضلاً لديهم دائماً، بعيداً عن بعض ما نلحظه من صور الاستغلال والجشع وهي -حالات فردية- لشباب يدربون عمالاً أجانب حتى يقوم بالعمل نيابة عنهم بعد أن حققوا اسماً وسمعة، أو آخرين يقدمون منتجات البرغر أو المشروبات الساخنة بزيادة 150 في المائة على سعرها في الخارج، بحجة أنهم فقط سعوديون، فهل هذا كافٍ ومبرر.
القصة تذكرنا بما أثير حول بعض الأسر المنتجة التي ترفع الأسعار، أو تدرب العاملات المنزليات على إعداد الطعام.. والمسوِّق شعار (ادعموا الأسر المنتجة).
في كلتا الحالتين البقاء والنجاح لمن فكر وفعل، واحترم عقول الناس، ولقمة العيش.
وعلى دروب الخير نلتقي.