انطلاقاً من سعى المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة/ عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظها الله- بالاهتمام بالرعاية الصحية والاجتماعية لذوي الأمراض المزمنة، وتحقيقاً لرغبة المريض لأول سؤال يتبادر لذهنه عند دخوله المستشفى، متى أخرج عائداً لبيتي؟. ترجمت المؤسسة خططها بتأمين المعدات الطبية اللازمة لإخراج المريض من المستشفى، ومتابعة حالته الصحية وهو يعيش بين أهله وذويه في المنزل مما يجعله ينعم بقربه من أهله وأصدقائه الذين يقدمون له الدعم النفسي والمحبة والاحتياجات اللازمة.
وساهمت المؤسسة في إنشاء مراكز الرعاية الصحية المنزلية بالتعاون مع المستشفيات العامة والخاصة بهدف تأمين الرعاية الصحية المنزلية اللازمة للمريض بعد خروجه من المستشفى، حيث توليها المؤسسة رعاية واهتماماً خاصاً.. وهنا نعرض بعض من الحالات التي ترعاها المؤسسة وتشرف عليها:
الحالة الأولى:
المريض (ع . م) يبلغ من العمر 34 عاماً، سعودي الجنسية تعرض لحادث مروري منذ 7 أعوام نقل بالإسعاف إلى مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة ونتج عن الحادث ضرر في الحبل الشوكي وكسر في الفقرة الثانية عشرة والفقرة القطنية الأولى وتم تثبيتها جراحياً مما نتج عنه شلل نصفي سفلي مع ضعف بعضلات الساقين وعدم القدرة على الوقوف والمشي، وعلى أثر هذا الحادث المروع أصبح المريض عاجزاً عن الحركة والقيام بالأمور الحياتية المعتادة وأهمها (عدم التحكم بعملية الإخراج) ثم تم تحويله للمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية من قبل المستشفى وذلك لتقديم يد العون له وتوفير أجهزه طبية لمساعدته على مزاولة أموره الحياتية بشكل أسهل وقد تم إجراء البحث الشامل للمريض وذلك بدراسة الحالة والزيارة المنزلية واتضح لنا أنه من ذوي الدخل المحدود ولا يملك وظيفة أو أي دخل ولا أي عائل يساعده على أعباء الحياة.. وقد تم خدمته على أكمل وجه وتقديم كل ما يحتاج إليه من خدمات طبية مثل (سرير طبي، ومرتبة هوائية لمنع التقرحات السريرية التي تصيب المرضى العاجزين عن الحركة، وكذلك كرسي عجزة لمساعدته للتحرك والانتقال من مكان إلى آخر والاعتماد على نفسه بقدر الإمكان).. وكذلك يتم توفير مستلزمات طبية مثل (حفائظ قطن، وقفازات، ومفارش) ويتم توفيرها بشكل دوري ومستمر مدى الحياة إن شاء الله لمساعدته على مزاولة حياته بطريقة سهله ومريحة.
الحالة الثانية:
المريضة (د.ا) تبلغ من العمر ثلاثة عشرة عاماً، صومالية الجنسية، تعاني من شلل دماغي وتشنجات منذ ولادتها وهي طريحة الفراش وغير قادرة على الحركة وتعتمد في غذائها اليومي على أنبوب تغذية عن طريق المعدة، تعيش المريضة في منزل إيجار مع والدتها وأخوتها ولا يوجد لديهم عائل ولا دخل وتعتمد الأسرة اعتماداً كلياً على أهل الخير، تقدمت أسرة المريضة بخطاب موجه للمؤسسة منذ عام (2009م) لطلب المساعدة والعون لها وتم عمل البحث الشامل لها من دراسة الحالة والزيارة المنزلية ووجد أنها في أمس الحاجة للمساعدة وتمت تهيئة وتجهيز غرفة المريضة صحياً وتوفير الأجهزة الطبية والأجهزة الكهربائية المنزلية (السرير الطبي والمرتبة الهوائية الخاصة بالسرير لمنع التقرحات السريرية) وتوفير العلاج الطبي اللازم لها بشكل دوري ومستمر مدى الحياة إن شاء الله، وتم توفير مكيف لغرفة المريضة، كما يتم صرف سلة غذائية شهرياً مساعدة للأسرة وكذلك المستلزمات الطبية مثل (الغذاء الطبي، الحفائض، المفارش، قفازات، والغذاء الطبي الخاص بالمريضة عن طريق الأنبوب) بشكل مستمر ودوري.
كما تم تحويل حالتها إلى الرعاية المنزلية الطبية بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز وتم توفير الرعاية المنزلية لها من قبل الكادر الفني لرعايتها صحياً وتمريضياً وزيارتها مرتين أسبوعياً لعمل العلاج الطبيعي لها ومراعاة حالتها بالإضافة لزيارة إخصائية التغذية للإشراف على نظامها الغذائي في حال تم تغيير نوع الحليب وكميته.
إن المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية إذ توفر هذه الخدمة المتميزة لكل من هو بحاجة لمساعدة ورعاية طبية خاصة لتُعِينُه على الحياة بشكل أفضل وهو في منزله.